تم في إطار الاحتفال بفعاليات الطبعة التاسعة للعيد الوطني للزربية بآث هشام في ولاية تيزي وزو، عرض فيلم حول حافلة السينما الذي يروي قصة صاحبة الجدائل الطويلة بمنطقة القبائل، وهذا من خلال تقريب الصورة الحقيقية للسينما والفن الرابع لدى الفرد القبائلي من خلال تصوير الوقائع المعاشة في الأوساط الريفية والمناطق النائية خاصة، باعتبار أن الفيلم يروي مشاهد يائسة لفتاة جميلة من أصول قبائلية كانت قد عاشت طفولتها في هدوء بأعالي جبال جرجرة التي تتسم بجمال الهندام وصفاء القلب رغم الفقر المحدق بها رفقة صديقها حنوش، حيث كانت مثالا للتربية الصالحة، مما جعل بنات قريتها يسببن لها الكثير من المتاعب والمشاكل اليومية إلى أن كبرت صاحبة الجدائل الطويلة لترافقها مصاعب الحياة. لكن جمالها الذي أثار غيرة اهل بلدتها مايزال يرافقها إلى ان فكر صديقها في التقدم إلى طلب يدها للزواج منها، لكنه وبعد برهة من الزمن يصاب بإحباط نفسي عندما اكتشف أن فتاته مصابة بعقم وكان شفاؤها من هذا المرض الخبيث يستلزم إحضار دواء خاص من أرض بعيدة كانت قريبة إلى هذا الشاب الذي قطع اهوال الصحراء بحثا عن الأساور العجيبة والتي كان قد عثر عليها حنوش الذي غامر بحياته لأجل أن يعود سريعا إلى فتاة احلامه التي كان قد وجدها متزوجة من رجل ثري بعدما غرست في عقلها مشعوذة بالمنطقة أفكارا شيطانية أوهمتها انها تشفى المرضى وتعلم بالغيب. لكن هذه الخزعبلات لم تقلل من عزيمة هذا الشاب بل زادته إرادة وعزيمة، فراح يسرق "ميمزران" من زوجها ليهرب بها إلى مكان هادئ أكثر امانا، لكن زوج الفتاة لحق بهما حيث قام بجلب هذه الأخيرة إلى قريتها ليقوم بفضحها أمام مرأى الناس وضيع شرفها، وهو ما لم يقبله سكان المنطقة الذين انتفظوا وقاموا بإخراجها من بينهم ورجموها بالحجارة. وبذلك يعتبر هذا الفيلم بمثابة رسالة إلى سكان منطقة القبائل على وجه الخصوص الذين طالما حافظوا ومازاولوا يدافعون عن شرف عائلاتهم فهم ينبذون مختلف هذه التصرفات السلبية ولا يمكن لأي كان ان يتجاوز حدود الأعراف والتقاليد والعادات المتجذرة في مجتمع كان عماده الاول والاساسي التمسك برسالة الآباء.