تتواصل بولاية تيزي وزو إلى غاية الثاني من أوت المقبل دورة حافلة السينما التي ستجوب ما يزيد على 14 بلدية من بينها ماكودة، الاربعاء ناث ايراثن، عين الحمام وتيفزيرت الى جانب تيزي راشد وذراع بن خدة وتالة عثمان اقبيل، والتي بادرت الى تنظيمها مديرية دار الثقافة مولود معمري في إطار سلسة النشاطات الخاصة بموسم الاصطياف لسنة 2008. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الولاية حيث ستخصص لعرض الفيلم المعنون "ميمزران" أو "الفتاة صاحبة الظفائر" لمخرجه علي موزاوي. وكانت هذه الدورة التي انطلقت بتاريخ 20 جويلية الجاري تهدف الى تقريب الصورة الحقيقية للسينما أو الفن الرابع لدى الفرد القبائلي من خلال تصوير الوقائع المعاشة في الأوساط الريفية والمناطق النائية، خاصة إذا علمنا ان قصة هذا الفيلم تروي مشاهد يائسة لفتاة فاتنة من أصول قبائلية كانت قد عاشت طفولتها في هدوء بأعالي جبال جرجرة، فهي التي تتسم بجمال الهندام وصفاء القلب رغم الفقر المحدق بها رفقة صديقها حنوش، فقد كانت مثالا في التربية الصالحة وقدوة في الأخلاق المثالية ما جعل بنات قريتها يسببن لها الكثير من المتاعب والمشاكل اليومية. كبرت صاحبة الجدائل الطويلة لترافقها مصاعب الحياة لكن جمالها الذي أثار غيرة اهل بلدتها ما يزال يرافقها الى أن فكر صديقها في التقدم الى طلب يدها للزواج منها، لكنه وبعد برهة من الزمن يصاب بلعنة وإحباط نفسي عندما اكتشف ان الفتاة التي يحبها مصابة بعقم وكان شفاؤها منه يستلزم إحضار دواء خاص من ارض بعيدة كانت قريبة الى هذا الشاب الذي عبر الصحراء بحثا عن الأساور العجيبة التي عثر عليها بعد أن غامر بحياته لأجل ان يعود سريعا الى فتاة أحلامه التي كان قد وجدها متزوجة من رجل ثري بعدما غرست في عقلها مشعوذة بالمنطقة أفكارا شيطانية أوهمتها أنها تشفي المرضى وتعلم بالغيب. لكن هذه الخزعبيلات لم تقلل من عزيمة هذا الشاب بل زادت منه إرادته وعزيمته فراح يسرق ميمزران من زوجها ليهرب بها الى مكان هادئ أكثر أمانا لكن زوج الفتاة لحق بهما حيث قام بجلب هذه الأخيرة الى قريتها ليقوم بفضحها أمام مرأى الناس! وهو ما لم يقبله سكان المنطقة الذين انتفضوا وقاموا بإخراجهما من بينهم ورجموها بالحجارة. يعتبر هذا الفيلم بمثابة رسالة الى سكان منطقة القبائل على وجه الخصوص الذين طالما حافظوا وما زاولوا يدافعون على شرف عائلاتهم، فهم ينبذون مختلف هذه التصرفات السلبية ولا يمكن لأي كان أن يتجاوز حدود الأعراف والتقاليد والعادات المتجذرة في مجتمع كان عماده الأول والاساسي التمسك برسالة الآباء الأولين.