وحسب سكان "سيدي يوم " المنسيين، فإن وضعيتهم هذه ممتدة أكثر من 20 سنة ولم تفتأ أوضاع البقعة تزداد سوءا يوما بعد يوم نتيجة غياب أي برنامج تنموي بها وعدم تسجيل أي برنامج بلدي تنموي لصالح هذه البقعة رغم الكثافة السكانية بها وكذا لاستقرار معظمهم في المنطقة وعدم نزوحهم عنها رغم العشرية الحمراء وما رافقها من هجر معظم قرى ومداشر الولاية. ويعد الطريق العقبة الرئيسية في وجه السكان، حيث تم فتحة لأول مرة في بداية الثمانينيات ولم يشهد عملية إصلاح ولا ترميم ويبقى في التآكل والانزلاق، وما يشكل ذلك من خطورة على مستعمليه فهو يصلح لكل شيء سوى للسير عليه. ويعول سكان المنطقة عليه كثيرا للتخفيف من معاناتهم، ولاتزال المنطقة غير موصولة بقنوات المياه الصالحة للشرب، مما يضطر السكان إلى الاستعانة بوسائلهم الخاصة لجلب هاته المادة مع ما يرافق ذلك من متاعب ومشاق لمعظم العائلات وخاصة منها الفقيرة والتي لا تملك الوسيلة الضرورية لنقل الماء من الينبوع الوحيد الذي يتوسط القرية، مما يضطر الكثير من التلاميذ إلى قطع مسافة 4كلم راجلين أو في عربات خاصة أو تقليدية، إضافة إلى نقص النقل المدرسي رغم العدد الهائل من التلاميذ الذين يزاولون دراستهم ببلدية وامري أو عاصمة الولاية، حيث توجد حافلة واحدة من وصل إليها انتقل للدراسة ومن لم يصل انتظر جرارات بعض الفلاحين أو سيارات من نوع "الباشي"، لينتقل رفقة الحيوانات التي تكون محملة بها وببعض السكان. ولا تتوقف المعاناة على الأطفال والرجال فحسب بل تتعداها إلى النساء المريضات إذ لا تجد في المنطقة قاعة علاج تقدم أدنى الخدمات من قياس للضغط الدموي أو إجراء حقنة بل يضطرون من أجل ذلك لقطع مسافة أكثر من 15 كلم فمن تملك وسيلة التنقل فهي من المحظوظات والأخريات ونظرا للعادات التي تميز المنطقة فإن المرأة لا تنتقل ضمن الغرباء في سيارة واحدة بل يلجأ الزوج أو أحد الأقرباء إلى كراء وسيلة نقل تصل في بعض الأحيان إلى 400 دج. أما الشباب فإنهم يغادرون مقاعد الدراسة مبكرا نظراً للمعاناة التي يواجهونها أثناء فترة التدريس وجلهم يشتغلون في الفلاحة التي تقتصر على فصل الصيف، حيث يحتاج موسم الحصاد إليهم، وتزداد حالتهم سوءا في باقي الفصول لانعدام المرافق الاجتماعية التي تنقص من غبنهم. ويبقى سكان المنطقة ينتظرون الوعود المقدمة من طرف مسؤوليهم والتي لم تر النور إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وطالبوا والي الولاية بالوقوف على هاته المعاناة ليرى بأم عينه ما يجرى ويضع حدا لما أسموه جريمة في حق الإنسانية فهم لم يستفيدوا من أية برامج في إطار التنمية المحلية.