يعيش أكثر من 50 عاملا ببلدية بني بوعتاب التابعة إداريا لدائرة الكريمية 63 كلم شرق مدينة الشلف، وضعا اجتماعيا مزريا جراء انقطاع أجرتهم الشهرية منذ نهاية شهر جوان الماضي بسبب عجز ميزانية البلدية وعدم قدرتها على تسديد المصاريف الأساسية كأجور العمال ومستحقات الكهرباء والغاز واعتماد البلدية على ما يصلها من إعانات الولاية والدولة. وجه ما يصل إلى 54 عاملا ببلدية بني بوعتاب نداء استغاثة إلى والي الولاية من أجل التدخل لتسوية وضعية أجور العمال المتأخرة نتيجة انعدام مداخيل قارة للبلدية واقتصارها على ما تمنحه مصالح الولاية أو الدولة عن طريق الصندوق المشترك للجماعات المحلية المعروف اختصارا ب "fccl"، كما أنهم لم يتحصلوا بعد على منحة المردودية للسداسي الأول من السنة الجارية، ويقدر حسب مصادرنا العجز المالي للبلدية بما يفوق ال02 مليار و100مليون والمتمثلة أساسا في أجور المستخدمين وكذا مصاريف مستحقات الكهرباء. وتزداد معاناة هؤلاء الموظفين والعمال تفاقما جراء انعدام أي مداخيل لهم وعدم وجود أي مصدر يسترزقون منه غير وظائفهم بالبلدية التي ليس لها هي الأخرى مداخيل غير ما تمنحه مصالح الولاية ووزارة الداخلية من إعانات مالية عن طريق صندوق الولاية والصندوق المشترك للجماعات المحلية بالوزارة الوصية "FCCL". وتشكل أجرة الموظفين والعمال حصة الأسد من ميزانية البلدية التي تعد من أفقر بلديات الوطن، حيث تعد هذه المرة الثانية في ظرف سنة التي يقف فيه موظفو البلدية ومسؤولوها في حيرة من أمرهم جراء انقطاع أجورهم الشهرية بعد تلك المسجلة السنة المنصرمة، حيث هددوا خلال شهر سبتمبر الماضي بالدخول في إضراب عن العمل ما لم يتم صرف أجورهم الشهرية، حتى وصول إعانة مالية للبلدية تقدر ب19 مليون دينار جزائري، والتي خففت الى حين من مصاعب ومتاعب البلدية هذه الإعانة ممنوحة في إطار إعادة توازن ميزانية البلدية من طرف الصندوق المشترك للجماعات المحلية الذي يمنح سنويا إعانات مالية للبلديات التي تعاني اختلالات مالية، وكذا تلك التي تعاني فقرا من حيث الموارد المالية. وتكرر الأمر هذه المرة مع البلدية بعد أن تم احتساب الميزانية على مدار ثلاث سنوات فقط لانعدام أي مداخيل مالية للبلدية، وعدم وجود أي مصدر لتمويل خزينة البلدية من محلات أو سوق بلدي أو حتى نشاط مهني أو حرفي بالبلدية واقتصار هاته الأخيرة على إعانات الدولة التي تمنح كل ثلاثي حسب مختلف الصيغ المقترحة لإعادة توازن ميزانية البلدية الفقيرة. واضطر العديد منهم إلى البحث عن مصادر للدخل بعد انقطاع أجور البلدية عن طريق بيع بعض الأشياء المصنوعة محليا أو بعض المنتجات الفلاحية، باعتبار أن المنطقة جبلية ورعوية، ليستطيعوا مواجهة أعباء الحياة خصوصا وأن انقطاع الأجرة الشهرية يتزامن مع قرب الدخول الاجتماعي وشهر رمضان الذي هو على الأبواب بداية من الشهر الداخل، مع ما تعنيه هاتان المناسبتان من تكاليف ومصاريف إضافية سواء بالنسبة للأبناء المتمدرسين أو بالنسبة لاقتناء بعض المواد الاستهلاكية الأساسية. ويعاني العديد من البلديات بالولاية من مشكلة تأمين أجور عمالها وموظفيها نتيجة قلة أو انعدام مداخيل ثابتة لمعظمها كبلديات مصدق، الحجاج، الظهرة ووادي قوسين. وستساعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزراه الداخلية في التخفيف من المشاكل المالية عن طريق مضاعفة بعض الموارد الجبائية التي ستكون حصة الأسد فيها للجماعات المحلية لتحصيل مداخيل أكبر لتغطية نفقات التسيير والتجهيز بالنسبة للبلديات.