الزائر إلى مدينة جيجل من الجهة الغربية تستوقفه لا محالة قمة جبل "يما مزغيطان" المقابل لشاطئ الخليج الذي ألهبت رماله قلوب عشرات الوافدين، ويقع الجبل كذلك غرب عاصمة الكورنيش بحوالي خمسة كيلومتر.. هذه القمة التي تسمى "يما مزغيطان"، ويعتقد أن بها ضريح هذه المرأة الأسطورة التي تذهب الروايات إلى أنها الشقيقة التوأم ل" يما فورايا" ببجاية، وأن "مزغيطان" كانت ملكة على المنطقة وتتمتع بجمال خارق وفاتنة كل الرجال. وتفيد الروايات بأن مدينة جيجل عندما تعرضت للغزو الفينيقي في حدود القرن الخامس قبل الميلاد أراد المئات من الأمراء الفينيقيين الزواج من الملكة فاشترطت مهرا لقبول بأي منهم. وهو العثور على الحصان الذهبي الذي خبأته ولم يتم حتى الآن اكتشاف مكانه. وتقول المعلومات المستقاة من مديرية الثقافة بأن البعض يقول بأن "يما مزغيطان" التي كانت غنية جدا تكون قد وضعت "الحصان الذهبي" في منطقة "بورمل" بغار "بوجناح" بالقرب من شاطئ "الزواي"، وهو الذي يعرف تدفق المئات من زوار الكورنيش الفضوليين للعثور على مكان تواجد الحصان الأسطورة. ويستقى من بعض الروايات الأخرى بأن الملكة وضعت الحصان بمنطقة "الرابطة" اليوم حيث توجد الآثار الرومانية ومقبرة رومانية تعتبر الذاكرة الجماعية لولاية جيجل وسكانها. ونظرا لانتشار هذه الأسطورة في أوساط السكان الجواجلة عبر العصور فإن آثار الرابطة تعرضت للتخريب من جراء التنقيب الذي مس المنطقة بحثا عن الحصان الذهبي الأسطورة. وحسب السيد "بوهالي محمد الشريف" رئيس مصلحة بمديرية الثقافة لولاية جيجل، فإنه على الأرجح وفقا للأسطورة أن الملكة ابتكرت حيلة " الحصان الذهبي" للتخلص من الأمراء وإطارات الجيش الفينيقي وبذلك لم يتمكن أي شخص من العثور على الحصان ولا الزواج منها. وأصبحت قمة "يما مزغيطان" مزارا للعائلات نظرا لموقعها الاستراتيجي والهام، في حين ستتحول المنطقة إلى مدينة جديدة لعاصمة الكورنيش انطلقت الأشغال بها منذ مدة.