"لاكريك" يقع على بعد حوالي خمسة كيلومتر غرب عاصمة الكورنيش بالقرب من الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية، وينام تحت سفح جبل الملكة "مزغيطان" التي رفضت الزواج حسب الأسطورة من الأمراء الفنيقيين. ويمتاز الشاطئ برماله الذهبية رغم مساحته الصغيرة والتي لا تتعدى ال 600 متر مربع، في شكل هلالي محاط بصخور صلبة تمنع الأمواج من دخول المسبح الطبيعي الذي شكلته القدرة الإلهية، وهذا على طول أزيد من 150 متر، ويكون البحر بهذا الشاطئ طيلة فصول السنة هادئا وصالحا للسباحة حتى وإن كان البحر مضطربا، ويعتبره الكثير من العائلات ملاذهم صيفا، حفاظا على أمن وسلامة أطفالهم. الخليج ملهم الشعراء ويشير في هذا الصدد السيد بوالنار محمد السعيد الذي يلازم هذا الشاطئ مند أزيد من 20 سنة رفقة صديقه" نور الدين خباش" واللذين يسيران كشك الزورق الصغير، إلى أن الصخور المحيطة بالشاطئ ألهمت العديد من الشعراء منهم علي بولطة، صالح سويعد، ياسين أفريد، وابن مدينة فالمة "عاشوري"، هذا الأخير الذي تفجرت قدراته الإبداعية خلال زيارته للكورنيش وطبع كتابا تحت عنوان "أحب جيجل"، مسترسلا في حديثه عن أسماء بعض الصخور المعروفة لدى الصيادين بحجرة الطويل، الشكوك، الجزيرة وغيرها من الأسماء التي أطلقها الصيادون عليها، إضافة إلى أسرار أخرى ينفرد بها هذا الشاطئ حسب ما يتداوله الشارع الجيجلي، بحيث ألهمت رماله الذهبية قلوب العديد من الإطارات والمسؤولين والذين عثروا على نصفهم الثاني بهذا الخليج الصغير الذي لايزال إلى اليوم مكانا مفضلا للعديد من الوزراء، حيث أشار "بو النار" إلى أن هناك العديد من الوزراء يقصدون كشك الزورق الصغير رفقة عائلاتهم لتناول وجبة العشاء بعد عملية حجز مسبق والخاصة ب"لافرياد"، حيث يتمتع الجميع بتلك المناظر الجميلة سيما وأن الكشك يقع فوق سطح البحر بحوالي 25 كلم على صخرة كبيرة، مشكلا منظرا رائع الجمال أمام الزائر. كما أشار المتحدث ذاته إلى أن "الخليج الصغير" يصعب العثور على مكان فيه للسمر أو تناول وجبة عشاء ابتداء من الساعة السادسة مساء، وإلى غاية ساعات متأخرة من الليل نظرا للتوافد الكبير للعائلات سيما الأثرياء والذين يبحثون عن المتعة بأي ثمن. وقد زادت من شهرة مأكولات الزوارق الصغير، سيما الأسماك المختلفة والأطباق المتنوعة التي يحضرها الشاب "حيمر حسين" الذي يجيد فن الرقص داخل المطبخ، تلك الحكايا والأساطير التي يرددها الجواجلة عن الملكة "مزغيطان"، ومقعد القبائل المقابل للمنار الكبير وغيرها من مغريات هذا الشاطئ السحري الذي يستحق الزيارة من طرف عشاق الكورنيش لاكتشافه والتمتع برومانسيته وجماله الآخاذ.