تشير بعض المصادر التاريخية، رغم قلتها، بأن منطقة جيجل كانت في القرن ال 11 ميلادي أكبر سوق لبيع لحم البشر في إفريقيا، حيث قال الإدريسي إنه خلال الحملة النورماندية في سنة 1143 ميلادي، قام الملك روجي الصقلي باحتلال جيجل وتهديمها عن آخرها، وفي عام 1146 فإن جيجل عرفت مجاعة اضطرت الناس إلى أكل لحم البشر سيما العبيد والضعفاء منهم، وتوسع السوق ليصبح أكبر سوق في إفريقيا بعد احتلال الجنويين لمدينة جيجل سنة 1260 حين اتخذوها أكبر مرفأ لهم· من جهة أخرى يشير ابن خلدون إلى أن الفتح الإسلامي لجيجل كان سنة 720 ميلادي، موضحا بأن أهل منطقة جيجل دخلوا في الإسلام بعد ما ارتدوا عنه 12 مرة· سكان جيجل في رحلة البحث عن الحصان الذهبي يتداول الجواجلة، عبر الأجيال، أسطورة الملكة ''يما مزغيطان''، وهي حسب الروايات الشعبية الشقيقة التوأم ل ''يما فورايا'' ببجاية، والملكة سدات بالشقفة، فالزائر اليوم إلى عاصمة الكورنيش جيجل من الجهة الغربية يستوقفه لا محالة جبل يمّا مزغيطان الذي يحرس المدينة والمقابل لشاطئ الخليج الصغير الذي ألهبت رماله قلوب عشرات المسؤولين السامين في البلاد، حيث يعتقد بأن ضريح هذه الملكة الفاتنة موجود في قمة الجبل، أين كانت في السابق مزارا للعائلات سواء للنزهة أو للتبرك بها ضمن عادات جد سيئة· وتفيد بعض الروايات بأن مدينة جيجل عندما تعرضت للغزو الفينيقي في بداية القرن العاشر قبل الميلاد، كانت مزغيطان ملكة على مدينة جيجل وقد كانت غينة جدا وامرأة فائقة الجمال فاتنة للرجال بأنوثة قوية، أقامت الحروب بين أمراء الفينيقيين من أجلها، وعندما طلبها العديد من الملوك والأمراء للزواج، اشترطت الملكة مزغيطان الحماية لرعيتها وشعبها من جهة ومن جهة ثانية عثور الزوج المشرح على حصانها الذهبي الذي ضاع منها· وتفيد الروايات بأن الحصان الذهبي خبأته بشاطئ الزواي أو منطقة بورمل ب ''غار بوجناح''، وهو الشاطئ الذي يعرف تدفق المئات من الزوار بفضولية، للوصول إلى المكان بحثا عن الحصان الذهبي حتى تخيلا· وتفيد بعض الروايات بأن الملكة مزغيطان وضعت الحصان بمنطقة الرابطة الأثرية التي تضم اليوم المقبرة الرومانية، والتي تعتبر الذاكرة الجماعية لمدنية جيجل وسكانها· ونظرا لانتشار هذه الأسطورة في أوساط سكان المنطقة عبر العصور فإن آثار الرابطة تعرضت للتخريب من جراء التنقيب الذي مس المنطقة بحثا عن الحصان الذهبي الأسطورة، وحسب بعض المحليين فإن الأرجح في الأسطورة أن الملكة مزغيطان ابتكرت حيلة الحصان الذهبي للتخلص من الأمراء وإطارات الجيش الفينيقي من قضية الزواج وحماية شعبها من بطشهم في آن واحد· وقد حولت سلطات جيجل جبل مزغيطان إلى المدينةالجديدة لعاصمة الكورنيش، أين انطلقت الأشغال في إنجاز مختلف المرافق العمومية والسكنات، وكذا مستشفى جامعي، في حين تم الحفاظ على قمة يما مزغيطان التي تطل على مدينة جيجل بخضرة غاباتها·