نجحت فرق العمل العراقية المكلفة بإعادة ترميم العديد من الوثائق العراقية التي أتلفت عقب الغزو الأمريكي عام 2003 وتستعد حاليا لإعادة عرضها من جديد للجمهور في دار الوثائق والكتب. ويلفت المسؤول في دار الوثائق والكتب العراقية عبد الله وناس إلى أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة ووثيقة وكتاب نادر لاتزال مفقودة منذ دخول القوات الأمريكية بغداد والتي ترفض بدورها إعادة وثائق تؤرخ حقبة مهمة من تاريخ العراق جمعتها في 48 صندوقا بادعاء الحفاظ عليها ورفضت إعادتها إلى حيازة الدار حتى الآن. ويؤكد وناس أن البحث لايزال جاريا عن ما يزيد على 3500 مخطوطة بعد أن تم استعادة نحو 460 كتاب ومخطوط، ويشير إلى أنهم رمموا المئات من المخطوطات النادرة التي تعرضت للغرق بعد الحريق الذي تعرضت له عام 2003. أما منى عاشور التي تعمل في قسم يختص بترميم الوثائق فتشير بدورها إلى أنه قد تمت إعادة العشرات من هذه الوثائق والمخطوطات وترقيعها وترميمها وإزالة التشوهات منها بدقة متناهية، رغم ما في هذه العمليات من جهد. وتضيف عاشور أنها مازالت تعمل على إعادة ما يمكن إعادته من بقية المخطوطات التالفة التي تنتظر دورها في إعادة الترميم. من جانبه يقول حسن حنون الذي يشرف على مجموعة أخرى تقوم بترميم المخطوطات التالفة، نجحت مجموعتنا بإنقاذ كتب ووثائق أهديت إلى الملك فيصل الأول من قبل علماء وشعراء وأدباء عراقيين وعرب وكذلك وثائق مهمة تعود للمرحلة الجمهورية تم إنقاذها من عمليات السلب والنهب التي اندلعت عند سقوط النظام الراحل في أفريل 2003. وأوضح حنون أن من بيان ما تم إنقاذه أيضا هدايا للرؤساء العراقيين الراحلين، مشيرا إلى أن النية تتجه الآن إلى إنشاء متحف خاص بهذه النوادر المهمة وعرضها أمام الجمهور في المستقبل القريب. ويذكر أن أرشيف الدولة العراقية الذي تأسس في مارس 1920 على يد الملك فيصل الأول بات يسمى منذ العام 1986 دار الوثائق والكتب قد امتلأ بمتعلقات عثمانية وإنجليزية وعراقية. وتضم دار الوثائق والكتب إلى جانب الوثائق النادرة عشرات الآلاف من الكتب التي تناثرت بين أيد لا تجيد التعامل مع قيمتها التاريخية، ولكن المشرفين في الدار يؤكدون أن مواطنين تبرعوا بشراء الكتب لحسابها، فيما قام عدد آخر بإعادة المئات من المؤلفات النادرة إلى حيازة الدار من جديد.