انقطاع التيار الكهربائي في أغلب مدننا ولا حديث عن الأرياف لم يعد مصاحبا لهبوب رياح عاتية أوعواصف وأمطار في الشتاء كما هو متعارف عليه فالانقطاعات باتت تحدث في عز الصيف وتباعا لتصبح هاجسا للمواطنين الملزمين بترك شمعات جانبا تحسبا لأي طارئ أما الأجهزة الكهرومنزلية على وجه الخصوص فلها الفساد والتلف . في الدول المتطورة التي نادرا ما يحدث الانقطاع يعوض التاجر وحتى المواطن عن حجم خسائر يتسبب فيها انقطاع التيار وتتحمل الشركة الممونة المسؤولية كاملة فالزبون يستهلك ويدفع المستحقات وتلك واجباته تجاه الشركة ولا يمكنه بأي شكل من الأشكال التأخر عن تسديد الفواتير أما عندنا فالانقطاعات كثيرة والخسائر تقدر بالملايير ولا تعويضات من قبل سونلغاز رغم أنها ربما المؤسسة المحظوظة التي ليس من السهل التحايل عليها أوعدم تسديد فواتيرها لأن الوسيلة قطع التيار في حال عدم التخليص عكس مثلا "الجزائرية للمياه" التي لها ديون ضخمة والقليل من المشتركين من يسدد قيمة استهلاكه من المياه.. أتذكر جيدا أن أحد بائعي المثلجات بإحدى بلديات قسنطينة رمى أمامي كميات من المثلجات التي تحولت الى سوائل تقدر قيمتها على الأقل بمليون سنتيم والسبب انقطاع التيار ليومين متتاليين في عز الصيف واكتفى بالقول "ربي يخلف" وأمثاله من دون شك كثر.. الغريب هو أن بلدنا منتج للطاقة الكهربائية ومنذ السبعينيات سمعنا ونحن صغار أن الجزائر هو البلد الذي يمول أجزاء من تونس بالكهرباء وهناك مقولة شهيرة في هذا المنحى تنسب للرئيس الراحل بومدين خاطب بورقيبة لما حاول أن يفهم وقتها بقوله : "اسكت خير لتعشي في الظلمة " كما أن بلادنا تعيش اليوم في بحبوحة مالية تجعلها قادرة على رفع إنتاج الطاقة والقيام بمشاريع تفوق ما قامت به من مجهودات أوصلت الكهرباء الى الجبال والفيافي وتلك حقيقة نقر بها بغرض تحسين الخدمات ومبارحة مثل هذه الانقطاعات التي مع الأسف بقدر ما تسبب المتاعب للمواطنين والخسائر بقدر ما تبرز أننا مازلنا لم نرق بعد الى سلم التطور المنشود خاصة وأن عمليات قطع الكهرباء التي تتم أحيانا بصورة إرادية من سونلغاز للمحافظة على الشبكة أولصيانتها تتم دون سابق إنذار أوإعلام المواطنين سيما المقيمين منهم خارج محيط المدن الكبرى.