لم يكن أحد يعلم أن قرار بناء مسجد "أحمد حماني" بحي البستان ببلدية عين عبيد منذ أكثر من عشرين سنة سيمكن من العثور على ما يطلق عليه مزرعة أو ضيعة رومانية يرجح أنها تعود للقرن الثاني أو الثالث ميلادي حسب ما تشير إليه الدلالات الموجودة على القطع المعثور عليها هناك سواء من حيث الشكل أوالكتابة اللاتينية المدونة على بعضها أوالرفات من جماجم و هياكل عظمية ضخمة ضاعت أجزاء منها حسب شهود عيان، والتي لا تزال لم تعرف طريقها إلى المتاحف وأماكن الحفظ إلى حد الآن. ويبقى الأمل في لجنة وزارة الثقافة لتأكيد الفرضية والعمل على حماية هذه القطع التي لا يزال عدد منها يتواجد أمام إحدى زوايا المسجد في الخارج. وقد كلفت الجمعية القائمة على مواصلة بنائه وتوسعته مؤخرا بعد تخلي الدولة عن المشروع بحراستها نهارا فيما تحتفظ مصالح الأمن بقطع أخرى لا تقل أهمية عن تلك التي وقفنا عليها هناك و تتمثل في شواهد للقبور و جماجم. وقد ذهبت الفرضيات التي تكاد تكون مؤكدة إلى نسب هذه القطع التي يبدو جليا انتماؤها لإحدى الحضارات القديمة بمجرد إلقاء نظرة عليها للعهد الروماني من خلال النمط العمراني ونوعية الفخار المتواجد هناك و الحجارة المصقولة التي تجعل فرضية كونها ضيعة أو مزرعة رومانية قائمة، والمدعمة بالعثور على شواهد للقبور و قد كتب عليها باللغة اللاتينية، و مهاريس ومعصرة للزيت وبعض القطع من الفخار إلى جانب هياكل عظمية و جماجم ضخمة عثر عليها داخل مصاطب حجرية أو ما يطلق عليه اسم الظلمان، خاصة و أنه من المعروف عن الرومان أنهم يقومون بدفن أمواتهم بالأماكن التي تقوم عليها الحياة. وللاطلاع على مزيد من المعلومات حول تفاصيل هذه القضية اتصلنا برئيس دائرة عين عبيد السيد "طلبة " الذي أكد لنا علم مصالحه بالموضوع منذ فترة، و أن أشغال التوسعة و البناء بالمسجد قد تم توقيفها خصوصا وأن المدرسة الابتدائية المتواجدة بمحاذاة المسجد المذكور عثر بمحيطها على نفس المعالم ما يجعل احتمال وجود مدينة أثرية كاملة واردا، مضيفا أن قطعا ذات أهمية تم الاحتفاظ بها لدى مصالح الأمن لحمايتها كما تم تكليف جمعية المسجد بحراسة ما تبقى من قطع هذه الأخيرة التي أكدت أن مهمتها في الحماية لا تتعدى النهار. و ذكر السيد طلبة أن حلول لجنة من وزارة الثقافة منتظر منذ شهرين بعد قيام مصالح مديرية الثقافة بإخطارها بغية قيامها بالمعاينة و تأكيد مدى صحة الفرضيات من خلال الحفريات و من ثم القيام بالإجراءات اللازمة، هذا بعد أن كان وفد من المختصين في الآثار بولاية قسنطينة قد التحق بالمكان قبل فترة والذي رجح عودة هذه القطع إلى العصر الروماني حسب رئيس دائرة عين عبيد دائما. مدير الثقافة لولاية قسنطينة السيد" مصطفى النطور "و لدى اتصالنا به للاستفسار عن الموضوع، ذكر بدوره أن فريقا من المختصين بالولاية تم إيفاده إلى المنطقة للمعاينة ليتم بعدها إرسال ملف للوزارة الوصية بغية قيامها بإلحاق لجنة مختصة بالمكان نظرا لافتقار الولاية للكفاءات والإمكانيات الضرورية للقيام بعملية التنقيب حسب ذات المتحدث.