مازالت صراعات حزب أبو جرة سلطاني، الذي ليس له من السلطان سوى الاسم، لم تحسم بعد، فرغم أن خليفة الشيخ نحناح خرج منتصرا على مناصرة في مؤتمر الربيع الماضي، إلا أن الحرب لم تضع بعد أوزارها في أروقة حمس.والصراع لم يكن من أجل إصلاح حال المجتمع ولا دفاعا عن الغلابى من الشعب، الذين أرهقتهم متاعب الحياة، بل صراع من أجل من يكون له شرف تدعيم العهدة الثالثة وتقديم الحزب قربانا للرئيس، أو بعبارة أخرى.. صراع على الفوائد التي ستجنى من الدعم الذي سيقدمونه للرئيس في هذا السباق. لكن ماذا سيجني الرئيس من دعم حزب لم يقو حتى على لمّ أشلائه ولم يتمكن من إقناع مناضليه على رأي واحد ؟! .. فكيف يكون في مقدوره إقناع المواطنين لمنح أصواتهم لبوتفليقة !.. فماذا بقي من ميراث نحناح، ومن حزبه الذي كان يحسب له حسابات في المعادلة السياسية منذ سنوات مضت ؟ ليس الكثير، إلا في السمعة التي تتجه كل يوم نحو الأسفل بعد أن صار وكالة للبزنسة وقضاء المصالح وفرص للإثراء اللامشروع ؟ فهو لم يعد يختلف في شيء عن جمعيات الدعم والمساندة التي تطلع مع كل موعد انتخابي، طامعة في الفتات المتساقط من موائد الحملات وما بعد الحملات... لكن فرقاء حمس، أولئك الذين يسمون أنفسهم رجال سياسة، فهموا اللعبة فأفسدوا السوق على أبو جرة الذي أراد أن يبيع الرئيس أصواتا لا يملكها. فهل سيقبل بوتفليقة بحزب موصوم بالعار إلى جانبه في العهدة الثالثة.. إذا ما كانت هناك عهدة ؟..