بمعدل عشرة اختطافات في الشهر حسب الأرقام الرسمية لسنة 2007 سمحت لها بجمع حوالي 20 مليار سنتيم، اتضح أن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا والتي أصبحت الجناح المغربي ل "القاعدة"، بدأت تتزايد طموحاتها لتنفيذ أغراضها الجهوية التي يدفع ثمنها مواطنون جزائريون. ومن المعلوم أنه كلما تمسكت بطموحاتها كلما سعت لتجسيدها وعملت على عدم فشلها لأسباب مادية. وهذا ما يفسر التصعيد الخطير لظاهرة الاختطاف في السنتين الأخيرتين لتضاف إلى العمليات الإرهابية الأخرى المطبقة قصد التمويل والتي تتمثل أساسا في تجريد السائقين من أموالهم في الحواجز المزيفة، الهجوم على الوكالات البريدية أو البنكية أو الهجوم على الشاحنات التي تتكفل بنقل الأموال، هذه الأخيرة التي أصبحت المصدر الأساسي والمعتمد أو الأكثر "مردودية" من حيث الأموال ولا يتطلب مغامرة كبيرة للإرهابيين. إلى جانب العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة التي لم تلجأ إليها "الجماعة السلفية للدعوة والجهاد"، فإن "القاعدة" أدخلت إلى الجزائر عملية اختطاف المواطنين والمطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحهم. وإذا كانت الأنماط الإرهابية التي كانت تستعملها "الجماعة السلفية للدعوة والجهاد" في وقت سابق كالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة التي كانت تستهدف رموز الدولة والتي تستعمل في بعض مناطق العالم، فإن ظاهرة اختطاف المواطنين لأغراض مادية يبقى طريقة يتم العمل بها حصريا في الجزائر وهذا ما يكذب كل ما يقوله هؤلاء حول عدم الانتقام من المواطنين، حتى وإن كانت عادية بالنسبة للبعض، فإن بالمقابل لا يمكن أن ننسى أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي" ما هو إلا "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي قامت باستبدال اسمها، أما الاختطافات فهي تترجم حاجتها إلى الأموال والتي لا تعد انشغالا عاجلا أو كبيرا.