فتحت مصالح الأمن بولاية تيبازة، تحقيقا في البيانات الأخيرة التي تحمل توقيع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، تم تعليقها في أماكن متفرقة بمنطقتي سيدي إبراهيم ولرهاط التابعتين لدائرة ڤوراية، أقصى غرب تيبازة، على بعد حوالي 100 كم عن العاصمة، منذ أيام. وأفاد مصدر أمني قريب من التحقيق في القضية ل "الشروق اليومي" أن بيانات تحمل توقيف التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، يتضمن دعوة للشباب للالتحاق يالتنظيم الإرهابي، اللافت في الدعوة التقليدية أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تعرض مبلغا مغريا لهؤلاء، يتمثل في 10 ملايين سنتيم لكل إرهابي جديد، ووجه البيان أيضا تهديدات للتائبين بالتصفية، في حال عدم "توبتهم" والتراجع عن خيانة التنظيم. وأكد مصدرنا الأمني عدم التأكد من صحة هذا البيان، الذي يهدف أصحابه إلى إثارة الهلع والااستقرار في إطار سلسلة الإشاعات التي أصبحت تعتمدها الجماعة السلفية لتأكيد وجودها، من خلال نشر إنذارات كاذبة بوجود قنابل تقليدية، لكن - برأي متتبعين للشأن الأمني تحدثت إليهم "الشروق اليومي" بشأن هذه القضية - فإن ذلك يكشف على صعيد آخر، عجز تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، عن استقطاب عناصر جديدة في صفوفها وفشل خطاباته ليلجأ إلى توظيف ورقة الإغراءات لتجنيد إرهابيين جدد، مستغلا الظروف الاجتماعية المتردية لهؤلاء أو حاجتهم للمال لإدمانهم على المخدرات ليسلكوا أسهل الطرق للحصول على المال، بعد أن سجل عدم اقتناع الجيل الجديد بالخطابات والبيانات، لكن ذلك يقود للتساؤل حول مصدر أموال التوظيف، مما سيفتح المجال لتنفيذ عمليات اختطاف مقابل فدية وابتزاز المواطنين، قبل توريط هؤلاء الشباب الذين لا يمكنهم التراجع بعد البحث عنهم من طرف مصالح الأمن وهي استراتيجية "الجيا" سابقا، في أواخر سنوات نشاطها. وتشير تحريات مصالح الأمن إلى الأدوار الموكلة لهؤلاء التي تتمثل في تفعيلهم ضمن شبكة الدعم والإسناد بالمعلومات خاصة أو وضع قنابل تقليدية في أماكن معينة، وأصبح التنظيم يستهدف مراهقين قصرا أعمارهم لا تتجاوز 17 عاما، ولا يتعدى مستواهم التعليمي سنة أولى متوسط، حسب تحقيقات مصالح الأمن، التي تمكنت من توقيف العديد منهم خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن كان التنظيم الإرهابي يراهن على تجنيد أجانب منهم تونسيين خاصة. وتأتي هذه البيانات، حسب مصادر محلية متطابقة، مع تسجيل تحركات مشبوهة لأشخاص يعتقد أنهم إرهابيين، حيث أبلغ مواطن يقيم بضواحي ڤوراية مصالح الشرطة بقيام 6 أشخاص يرتدون زي الشرطة، باقتحام بيته مدعيين أنه من أفراد الأمن في مهمة تفتيش مسكنه بعد ورود معلومات تفيد بحيازته مخدرات، لكنه تمكن من التعرف على أحدهم وهو إرهابي من المنطقة ليلوذ بالفرار ويبلغ أفراد الشرطة الذين سارعوا إلى عين المكان، لكن أفراد الجماعة تمكنوا من الإفلات. وأفاد مصدر أمني أن المعني يتاجر في العملة الصعبة "الأورو"، وورد بلاغ آخر من مواطن يقيم بنفس المنطقة، يسير حماما، أفاد أن جماعة مجهولة اتصلت به محاولة ابتزازه وطالبته بدفع مبلغ مالي. واستنادا إلى هذه المعطيات، قامت مصالح الأمن باتخاذ تعزيزات أمنية على مستوى منطقة تحركات الإرهابيين، بتكثيف الدوريات المتنقلة، والحواجز المزيفة، بالإضافة إلى عمليات التفتيش والمراقبة، خاصة وأن نشطاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال يسعون لتوسيع رقعة نشاطهم، لإثباث وجودهم، لكنه - برأي مراقبين - محاولة لرفع الضغط عن رفقائهم الموجودين تحت حصار قوات الجيش، وتضييق الخناق على تحركاتهم. نائلة. ب: [email protected]