أصبحت ظاهرة الاختطاف والمطالبة بفدية ممارسة تقليدية يلجأ إليها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي كان في السابق يعرف ب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وقد بدأت ظاهرة الاختطاف بطريقة محتشمة بولاية بومرداس قبل إعلان الولاء لتنظيم "القاعدة" لتتوسع إلى الولايات المجاورة واختلطت الأمور فتحولت الجماعة السلفية من جماعة إرهابية إلى عصابة تسطو على أموال الناس وتمتهن قطع الطرق لسرقة أموال الناس تحت وقع التهديد. لقد كان الإرهاب في الجزائر منذ بدايته يحاول الظهور تحت راية "الجهاد" بالمفهوم الديني لهذه الكلمة حتى وإن كان في بعض الأحيان يلجأ إلى ممارسات مافياوية تمر في سكوت تام ضمن لائحة مطالبه التي لم يتمكن من تبريرها. لكن مع ظهور الاختطاف ضمن تنظيم "القاعدة" وجد نفسه في تناقض مع إيديولوجيته من خلال محاولة تبرير الأرواح التي يزهقها والتي يعلم "شرعا" أنها محرمة، وفي كل مرة تتبنى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اعتداءات إجرامية تحاول تفادي الحديث عن الاختطافات والفدية التي تطالب بها وتخفيها كونها على دراية بأنها "عيب". المشكل أن الاختطافات مثلما تقوم بها المنظمة الإرهابية والفدية التي تطالب بها لتمويل نشاطاتها هي محرمة في "الشريعة"، وحتى علماء الدين الذين تحدثوا في الموضوع يؤكدون في منظور الشريعة أنه "لا يمكن أخذ إلا ما هو مسموح به من أجل أسره بغرض الضغط على العدو وإرغامه على القيام بتبادل الأسرى". وبالنسبة ل "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" فإن "ضحاياه لا علاقة لهم بهذا النوع من الاختطاف وهذا ما يعقد من تبريراتها وهو على دراية أن الدين الإسلامي يحرم الاختطاف وطلب الفدية مقابل الإرجاع وهذا ما أفقد التنظيم قواعده ونيته الفاسدة التي كان في البداية يقول أنه يدافع عن الإسلام والمسلمين". إن الحالة الوحيدة المسموح بها في الإسلام مثلما يقوله علماء الدين من أجل طلب فدية مقابل إطلاق سراح مختطف عندما يكون المبلغ المطلوب هو نفسه الذي تلقاه المختطف من العدو مقابل تقديم خدمات ضد "المجاهدين والجهاد" كون هذا المبلغ لم يتم ربحه بعرق الجبين أو بجهد مبذول مقابل الكد والعمل، و هذا ما لا ينطبق مع ما تقوم به الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا. وفي الأخير ما يمكن أن يبطل هذه الظاهرة التي تقوم بها المنظمة الإرهابية هي ما شرّعه الفقهاء وعلماء الدين الذين أجمعوا أن "الجهاد لا يمكن تمويله بأموال الفدية" أو بالتدقيق " لا يمكن اختطاف شخص ومطالبة عائلته بفدية مادام أن الأموال التي يطلبها هؤلاء هي من عرق جبين العائلة ولا يجوز استعمال هذا المال للجهاد".