عثرت بعثة أثرية سورية - فرنسية في موقع تل أسود الواقع في غوطة دمشق على قرية نموذجية مبنية من الطين تعود إلى الألف السابع قبل الميلاد. ونقلت صحيفة "الثورة" السورية عن مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا بسام جاموس قوله إن منازل القرية بعضها دائري وبعضها مربع الشكل، كما أنشئت مصاطب أمام المنازل تدل على عبقرية معمارية فنية متطورة ضمن هذه القرية. وأضاف جاموس أن البعثة عثرت على جماجم مقولبة وضع الجص من تحت الأنف إلى وراء الرأس ولونت الجبهة بألوان المغرة الحمراء، وإن دلت على شيء فإنما تدل على ممارسة طقوس شعائرية مهمة في الألف السابع ق.م، الأهم من ذلك أن هذا الاكتشاف يدلنا بشكل واضح على بدايات التحنيط في تلك الحقبة، هذه الجماجم تسر الناظرين وتشعرهم بأنها مدفونة للتو، فبعضها يوحي بالحزن وبعضها الآخر يوحي بالابتسامة مشكلة لوحة فنية متكاملة محفوظة الآن في قاعة ما قبل التاريخ في المتحف الوطني في دمشق. وبين مدير الآثار السوري أن "مغرة حمراء" مازالت موجودة على جباه هذه الجماجم، حيث مورست في تلك الفترة عبادة الجماجم أو عبادة الأجداد، مشيرا إلى أن الرأس مفصول تماما عن الجسد باعتبار أن الرأس هو مركز الفكر عندهم، لذلك كان هناك احترام وتقديس لهذه الجماجم.