كشفت ل "الفجر" أول أمس وزيرة الثقافة خليدة تومي أن رئيس الحكومة أجرى مداولة خاصة خلال انعقاد المجلس الوزاري المشترك مؤخرا، وألح فيها على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية من أجل استرجاع العديد من المرافق الثقافية والهياكل المتواجدة عبر ولايات الوطن ومنها قاعات السينما التي تعيش وضعا كارثيا، بعد غلق الكثير منها منذ أكثر من 15 سنة واستيلاء الخواص عليها وتحويل نشاطها الثقافي إلى أنشطة مهنية أخرى، كما هو حالها بوهران حيث تقلص عددها مباشرة بعد الاستقلال من 400 قاعة إلى 30 قاعة اليوم. قالت خليدة تومي إن هناك مشكل مطروح حاليا ينتظر طرحه وحله مجددا، والمتمثل في إيجاد صيغة قانونية لإعداد ميزانية خاصة لتسيير هذه المرافق وإعادة تنشيطها في الساحة الثقافية لفائدة المواطنين وخدمة لقطاع الثقافة قصد النهوض به، لأنه حاليا كما أضافت لا يوجد عندنا خاتم سليمان لتحقيق كل ذلك وفي ظرف وجيز، وهناك أكثر من حل وعليه سنأخذ أفضل حل مناسب يخدم قطاع الثقافة الجوارية، وأعلنت في سياق آخر، خلال إشرافها على انطلاق فعاليات مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية بقصر الرياضة بوهران، وخلال الندوة الصحفية التي نشطتها على هامش ذلك "أن هناك برنامج جرد عام لكل ما هو تراث مادي وغير مادي قصد إعادة تصنيفه وحمايته، حيث رصدت الدولة ميزانية خاصة سنويا لإقامة مهرجانات ثقافية بعد الرفع من ميزانية الوزارة إلى 902 مليار دج، بعدما كانت سابقا مقدرة في سنة 2002 عندما كانت هناك وزارة الثقافة والإتصال إلا ب 4 مليار دج فقط، وهذا ما سيجعلنا نقوم بتمويل وتأسيس العديد من المهرجانات الأخرى، وهناك 94 مهرجانا دوليا سنقوم بتمويله وذلك من أجل إثراء الساحة الثقافية في البلاد"، مضيفة أنه "خلال إقامة الجزائر عاصمة الثقافية قمنا بتسجيل التراث الموسيقي للعديد من الفنانين الذين وافتهم المنية منهم المرحوم أحمد وهبي، والجيلالي عين تادلس، والشيخ الحسناوي، والعنقى، وفروابي، من كل أغاني الشرق والغرب والوسط، وتتم عملية التسجيلات بطريقة مهنية للحفاظ عليها كإرث ثقافي حيث تم حفظه في أقراص مضغوطة وهو عمل جبار قمنا به وتطلب ميزانية ضخمة واستغرق أكثر من سنة بعد المفاوضات التي أجريت مع عائلات الفنانين لحفظ حقوقهم، وفتح مكاتب ديوان الوطين لحقوق المؤلف لوندا حيث تم توجيه تلك الأقراص إلى معاهد لتكوين الموسيقى ودور الثقافة". وانتقدت تومي خلال وقوفها على واقع هياكل ثقافية بوهران من المسرح الجهوي عبد القادر علولة ومعهد الموسيقى وكذا مدرسة تكوين الموسيقى، على الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه المعالم التي استنزفت والتهمت ملايير الدينارات، إلا أن التدهور وتشقق وتصدع البنايات لازالت مستمرة في ظل إهمال مسؤولي الثقافة وسلطات البلدية ذلك.