كشف مصدر أمني يعمل على ملف توجهات الجماعة الإرهابية الإيديولوجية والدينية في الجزائر وكذا التصعيد الأمني الذي شهدته عدة مناطق من الوطن، حيث أفادت التقارير الأمنية أن سبب ذلك يعود إلى إسناد أبو مصعب عبد الودود القيادة لقدماء من الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" وحتى بعض الأجانب الذين كانوا يقاتلون مع الأمير نوح السعودي الجنسية والمتدربين في أفغانستان وكذا العناصر المتطرفة المحرومة من الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة بحكم ما ارتكبته من جرائم وثبت وقوفهم وراءها. وأفادت معلومات تحصلت عليها مصالح الأمن من الإرهابيين الموقوفين أو التائبين خلال الأسبوع المنصرم أن قيادة تنظيم القاعدة أعادت ترتيب صفوفها بتنصيب أمراء جدد بعدد من السرايا والكتائب في ولاية بومرداس كشعبة العامر وبرج منايل ولقاطة. عمدت قيادة التنظيم رفقة الضباط الشرعيين "على حد زعمهم" على إشاعة فتوى منظر القاعدة والمتطرف الإسلامي أبو قتادة المقيم في بريطانيا الذي أفتى بقتل الجزائريين وإبادتهم بشبهة ما يسمى في المصطلحات الدينية بالتترس، وكذا تبرير عمليات الإبادة والقتل دون تمييز بدعوى أنهم يبعثون على نياتهم يوم القيامة، وتحريض العناصر الإرهابية على التنكيل بالجثث بقطع الرؤوس مثلما حدث نهاية الأسبوع بمنطقة سيدي عمارة ببومرداس، حيث تعرض أحد عمال مطبخ مدرسة الشرطة إلى عملية اختطاف تم على إثرها قطع رأسه ورميه على قارعة الطريق. كما أن أمراء الجماعات الإرهابية الجدد الذين تم تنصيبهم مؤخرا من طرف أبو مصعب عبد الودود كل واحد منهم يريد أن يثبت ولاءه وأحقيته بقيادة المجموعة الإرهابية التي يتآمر عليها وهذا عن طريق التخطيط لعمليات مسلحة تستهدف الإثارة الإعلامية بمنطقة القبائل. وأشار المصدر الأمني ذاته أن إعادة تنظيم صفوف القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يتعلق بكل من ولايات برمرداس والبويرة وتيزي وزو وسكيكدة وجيجل وعنابة والجلفة وكذا الوادي؛ حيث أفادت تصريحات للمتخلين عن العمل المسلح حديثا أن الإرهابي المكنى أبو أمين بلقاسم سيد علي قد تم تأميره على كل المناطق والسرايا التي تضمها البويرة. أما الأمير جبريل فقد تم تثبيته في مكانه بإمارة سكيكدة وجبال القل، الشرايع وكذا الزيتونة. وعن الإشراف على الإعداد للمتفجرات والقنابل فيتزعمها محمد مخلوفي، المدعو "الروجي" أبو عكرمة بتوصية من سيد علي رشيد، المكنى أبو الدحداح وهو المستشار العسكري للقاعدة في المنطقة الثانية. وعن منطقة بودواو، فقد تم إسناد إمارة كتيبة الفتح الناشطة بالمنطقة إلى عمر بن تيطراوي. وأكدت المصادر الأمنية أن هذا التوزيع الجديد لأمراء الكتائب والمناطق يهدف إلى الحد من عمليات الفرار والتوبة التي انتشرت وسط العناصر الإرهابية. كما أن بعث الفتاوى التي تبيح التنكيل والتقتيل الجماعي تهدف إلى توريط المزيد من العناصر الجديدة لغلق الطريق أمامهم من التفكير في تسليم أنفسهم لمصالح الأمن.