درودكال يسعى لنقل المعركة إلى داخل العاصمة.. تغطية أمنية للمناطق المهجورة لقطع الطريق أمام تنقلات الإرهابيين أثار اعتداء الداموس بتيبازة الذي استهدف جنودا في كمين إرهابي انتقادات واسعة وسط كتاب المنتديات القريبة من تنظيم "القاعدة"، ولم تكن الردود مدعمة بأدلة شرعية لتبرير الاعتداء الذي ينعدم لأي سند شرعي. * * حيث تبنى كتابها أسلوب الهجوم بالقول لهؤلاء المعارضين لمنهج الجماعات الإرهابية في الجزائر"قاتلك الله يا ابن فرنسا، اذهب إلى أمك وأبك بين أحضانها"، وذلك في رد على من أطلق على نفسه اسم "الفقير لعفو ربه" الذي تساءل عن الهدف من اغتيال أفراد الأمن والجيش وقال آخر"اللعنة عليكم يا الجماعة التلفية (وليس السلفية) أيها الخوارج"، وحرص العديد من القراء على عدم إطلاق السلفية على جماعة ، وتبرأ المحسوبون على التيار السلفي في الجزائر والعالم من انتماء هذا التنظيم الإرهابي إلى التيار السلفي الذي يتميز بالوسطية والاعتدال . * ويرى متتبعون للشأن الأمني أن اعتداء الداموس يؤشر لمخططات التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال المدعو "أبو مصعب عبد الودود" لاختراق الطوق الأمني المفروض على العاصمة، وتؤكد محاولة الاعتداء ليلة أول أمس على مجمع سكني بتيبازة تبني التنظيم الإرهابي منهج "الجيا" من خلال الزحف مجددا إلى معاقل "الجيا" بمنطقة المتيحة وحماة الدعوة السلفية بمنطقة الوسط تحت إمرة محمد بن سليم والجماعة السنية للدعوة والجهاد بزعامة لسلوس مدني المدعو "عاصم" بالمدية، حيث استغل أتباع درودكال انسحاب نشطاء هذه الجماعات الإرهابية لإعادة التموقع مجددا في هذه المعاقل، حيث تمكنت قوات الجيش من القضاء على إرهابيين في عمليات متفرقة بأعالي الأربعاء بالمتيحة وتفكيك شبكات دعم وإسناد بالبليدة، وتسجل تحركات لإرهابيين في العديد من المناطق المصنفة آمنة في وقت سابق. * وفي هذا السياق، علمت "الشروق اليومي"، أنه تم توجيه تعليمات للمقاومين ورجال الدفاع الذاتي في هذه المناطق للتحلي باليقظة ورصد تحركات إرهابيين بعد تسجيل زحف إرهابيين في جماعات صغيرة إلى مناطق متفرقة من الوطن بهدف تنفيذ اعتداءات إرهابية تنفيذا لتعليمة أصدرها مؤخرا عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) لتفعيل النشاط الإرهابي على المستوى الوطني، وهي خطة استراتيجية لتشتيت قدرات أفراد الجيش المجندين في عدة عمليات عسكرية. * وتذهب هذه الخطة في اتجاه تصريح سابق لوزير الداخلية يزيد زرهوني في تعليق على مجزرة المنصورة بالبرج، حيث أشار إلى أن الجماعات الإرهابية تنفذ اعتداءات في مناطق آمنة لتضليل أجهزة الأمن، وفي هذا السياق، تفيد معلومات متوفرة لدى "الشروق اليومي"، أنه تم توزيع الإرهابيين على جماعات صغيرة لتسهيل تنقلها وتم "إيفادها" إلى مناطق عرفت استقرارا أمنيا خلال السنوات الأخيرة، بعد زوال "الجيا" كما وقع بتيبازة التي تعرف أنها معاقل جماعة حماة الدعوة السلفية، تحت إمرة محمد سليم المعروف ب"سليم الأفغاني"، وكانت الرسالة واضحة في هذا الاعتداء من طرف قيادة درودكال تكمن في قدرته على النشاط في معاقل الحماة وأيضا الضرب على أبواب العاصمة التي تبقى رهان الجماعة السلفية للعودة إلى واجهة الأحداث بقوة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يتميز بالتصعيد الإرهابي غالبا. * إلى ذلك، علم أن قيادة الجيش تركز على التغطية الأمنية للمناطق المهجورة خلال سنوات العنف بعد أن تحولت إلى ممرات للإرهابيين، من خلال نصب مراكز ثابتة للجيش، إضافة إلى تعزيز الأمن بالمناطق التي عرفت استقرارا أمنيا بعد سلسلة من الاعتداءات والمجازر في عهد "الجيا" في إطار الخريطة الجديدة للنشاط الإرهابي التي سبق ل"الشروق اليومي" أن نشرتها بالتفصيل.