رغم قيام قيادات التنظيم الإرهابي المسلح التي حولت إسمها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وذلك بوضع إجراءات صارمة تمنع عناصر الجماعات الإرهابية المسلحة من الاتصال بعائلاتهم، إلا أنها فشلت في تطبيقها، باعتبار أن عائلات الإرهابيين ظلت منذ تطبيق قانوني الوئام والمصالحة الوطنية، من أهم الوسائط التي استخدمتها مختلف أجهزة الأمن في إقناع أبنائهم الإرهابيين المغرر بهم قصد تطليق العمل المسلح أو عملية القضاء عليهم. وحسب مصادر على صلة بالملف الأمني ببومرداس، فإن عائلات الإرهابيين ظلت من أهم قنوات الاتصال بين أبنائهم في الجبل وأجهزة الأمن التي استخدمتها ولا زالت تستخدمها بهدف إقناعهم بترك العمل المسلح والعودة إلى جادة الصواب والحياة الطبيعية في كنف عائلاتهم ومجتمعهم. وكان قادة تنظيم السلفية للدعوة والقتال في كل مرة تفقد فيها مختلف عناصرها من أمراء وإرهابيين بارزين، طلقوا العمل المسلح واستفادوا من المصالحة الوطنية بالتنسيق مع عائلاتهم، تعمد إلى منع وحرمان بقايا السلفية من الاتصال بذويهم، سواء تعلق الأمر بنقلهم من المناطق التي ينحدرون منها والتي كانوا ينشطون بها إلى مناطق شرق أو غرب البلاد، مخافة فقدانهم أو بتشديد الرقابة عليهم إذا كانوا جنودا عاديين ومنعهم من زيارة عائلاتهم، إلا أنها فشلت في كل مرة في فرض سيطرتها عليهم، باعتبار أن العائلات مصنفة كأهم خلايا الدعم والإسناد التي ترتكز عليها الجماعات الإرهابية، والتي تعمد إلى اتخاذ الأهل كمصادر للتمويل بالأغذية، المؤونة والألبسة، لذلك، أوجدت لنفسها بطريقة أو بأخرى وسيلة للتسلل ليلا أو نهارا إلى القرى التي ينحدرون منها، لرؤية الزوجة والأولاد إذا كان الإرهابي متزوجا أو الوالدة إذا كان أعزبا، مثلما هو الحال للتائب "محمد.ب" المكنى "طلحة. أبو إبراهيم" البالغ من العمر 22 سنة، والمنحدر من كاب جنات، الذي سلم نفسه لمصالح الأمن عشية عيد الأضحى نهاية السنة الفارطة، وهذا بالتنسيق مع شقيقه الذي كان في اتصال دائم مع أجهزة الأمن التي رتبت له عملية تطليق العمل المسلح ومغادرة الحياة الجبلية بسرية وأمان، باعتبار أن التائبين في قانون التنظيم الإرهابي مصنفون ضمن فئة المرتدين والخونة، الذين وجب القضاء عليهم وتنفيذ فيهم حكم القتل بالنظر إلى حجم الخسائر التي يلحقها التائب بتنظيمه، خاصة إذا كان لديه مكانة في سريته أو كتيبته، سواء تعلق الأمر بإقناع عناصر أخرى بالتوبة والاستسلام أو الكشف عن مخططات نشاط الجماعات الإرهابية المسلحة التي كانوا ينشطون فيها، حيث مكن "طلحة" قوات الجيش من الكشف عن القناطير من المواد المتفجرة كانت موزعة بمختلف مناطق نشاط كتيبة الأنصار والقضاء على سرية "برج منايل للتفجير". لذلك، تعتبر زوجات وأمهات الإرهابيين من أهم وسائل إقناع العناصر المسلحة بالعودة إلى الحياة الطبيعية، رغم الصعوبات التي تواجهها مصالح الأمن مع بعض العائلات المنحازة لأفكار أبنائها، والتي يتطلب معها جهدا لإقناعها، كما استخدمت العائلات مؤخرا كوسائط للقضاء على عدة أمراء وإرهابيين رفضوا اعتناق السلم، وظلوا في نظر أهاليهم كمجرمين سفكوا دماء الأبرياء، خاصة بعد اتباع أمير التنظيم المسلح "عبد المالك درودكال " المكنى "مصعب عبد الودود" نهج الجيا، وتحويل أجساد عناصره الإرهابية إلى قنابل موقوتة استهدفت العديد من الأبرياء في عدة عمليات انتحارية .