كشفت التحقيقات الأمنية الأخيرة أن أبو مصعب عبد الودود يعيش أصعب مرحلة له منذ توليه قيادة تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والذي حاول إعطاءه صبغة مغاربية لبروز عنصر جديد استغل العجز الواضح عند الأمير الوطني، الذي لم يستطع حماية أمراء كتائبه ليقعوا تباعا على يدي مصالح الأمن. جاء ذلك في اعترافات الأمير السابق لكتيبة "الأنصار" على بن تواتي المدعو أمين الذي سلّم نفسه لأجهزة الأمن مؤخرا في إطار قانون المصالحة الوطنية. استغل المدعو محمد أبو صلاح المكنى "جعفر قاسمي" الفراغ الكبير في ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بسبب نزول الآلاف من الإرهابيين بعد توبتهم واستفادتهم من قانون المصالحة الوطنية الذي هندسه رئيس الجمهورية، يضاف إلى ذلك ما خلفته ضربات قوات الجيش، التي سجلت أكثر من نجاح واحد من خلال عمليات نوعية مكّنت من وضع حد لنشاط أمراء كانوا بمثابة القوة الضاربة فيه، وعمل على استقطاب الإرهابيين نحوه بشكل أثار مخاوف عبد المالك درودكال المدعو مصعب عبد الودود الذي فشل في كسر شوكة هذا الإرهابي الذي لمّح في أكثر من مناسبة إلى الضعف الذي أضحى عليه الأمير الوطني مركزا على الإخفاقات المتكررة له في مواجهة مصالح الأمن خاصة وأن هذه الأخيرة تمكّنت من اختراق شبكات الدعم والإسناد التي فتحت بدورها الطريق أمام إمكانية ترصد تحركات الأمراء الثلاثة الذين وقعوا في قبضة الأمن والذين يشكلون القيادة الفعلية للتنظيم على غرار بوزقزة عبد الرحمن أمير كتيبة "الفاروق"، و ابن تيطراوي عمر أمير كتيبة "الفتح" وكذا يوسف خليفي أمير كتيبة "الأرقم"، في حين عمل آخرون على تسليم أنفسهم استجابة لنداء حسان حطاب مؤسس "السلفية" والذي يعد بمثابة الغريم الحقيقي لأبي مصعب عبد الودود. وأضافت التحقيقات أن محمد أبو صلاح مهندس من بسكرة يبلغ من العمر 30 سنة وقد التحق بالجماعات الإرهابية المسلحة في عام 2002 ليتحول في عام 2006 إلى رئيس اللجنة الإعلامية للتنظيم إلا أنه في الفترة الأخيرة صوب هدفه إلى تنحية الأمير الوطني لأخذ مكانه، حيث أفادت مصادر موثوقة أنه تعمّد إحداث الضجة الكبيرة حول العملية الإجرامية التي نفذها في حق مواطنين يعملون في مؤسسة أمن وحراسة متعاقدة مع شركة سونلغاز بمنطقة "زيامة منصورية" أول أمس بجيجل للفت الانتباه إليه باتباعه منهج "الجيا" في محاولة منه لإثبات قدرته على الاعتداء على المواطنين.