وكان بوش قد جدد تأكيده على أن التدابير التي اتخذتها إدارته ستستغرق وقتا لتحقيق هدفها بينما تجاهلت وول ستريت دعوات من المستثمر الملياردير وارين بافيت، اعتبر فيها أن الوقت مناسب لشراء الأسهم الأمريكية، وقال الرئيس الأمريكي أنه سيواصل المشاورات عن كثب مع أوروبا أثناء لقائه ساركوزي وباروسو، وأضاف في كلمة أمام غرفة التجارة الأمريكية، أول أمس، أن الشركاء الأوروبيين يتخذون خطوات وصفها بالجريئة "تظهر للعالم العزم على التغلب على هذه الأزمة معا، مع دعم كامل لهم من الولاياتالمتحدة"، ودعا الأمريكيين إلى التحلي بالصبر، مشيرا إلى الحاجة لمزيد من الوقت لكي تعود البنوك للإقراض مجددا، ودافع عن خطة الإنقاذ المالي وعن النظام الرأسمالي، وطمأن الشعب الأمريكي على قدرة اقتصاد بلدهم على الخروج من الأزمة المالية، لكنه اعترف بأنها الأسوأ منذ عشرات السنين، ووعد بوش مواطنيه باستعادة نمط أسلوب العيش المرفه ولو استغرق ذلك وقتا، قائلا إن الولاياتالمتحدة أكثر الأماكن جذبا للمستثمرين في العالم بأسره، وذكر أن الهيئات المسؤولة تتقصى عن عمليات الاحتيال والتزوير التي حدثت. ورأى أن الرأسمالية الديمقراطية تبقى أفضل وسيلة لإدارة الاقتصاد رغم الأزمة الحالية، وأن أمريكا أفضل مكان لبدء مشروع استثماري "فنحن بلد يقدم للناس الحرية لتحقيق أحلامهم"، واعتبر بوش أنه لو لم تتحرك الحكومة كما فعلت فإن "الثغرة بجدارنا المالي كانت ستكبر وتكبر وسيواجه الناس خيارات أصعب بالاقتراض، وكانت الحكومة أيضا ستواجه خيارات أصعب"، وأكد أن تدخل الحكومة كان محدودا في حجمه وقيمته ومدته، فهي "تشتري فقط نسبة صغيرة من أسهم البنوك، وسيحدد نطاق تدخلها ولن تفرض سيطرتها". كما أكد أنه لن يكون للموظفين الاتحاديين حق التدخل في مجالس إدارات البنوك والمؤسسات المالية المتعثرة التي تشتري الحكومة نسبة من أسهمها إلا بما يحفظ حقوق دافعي الضرائب، وأن للبنوك الحق في إعادة شراء حصصها لاحقا، ولكن المتحدثة باسم البيت البيض دانا بيرينو قالت أن تركيز الولاياتالمتحدة ينصب حاليا على الأزمة الراهنة ووقف النزيف قبل الانتقال للمشروع التالي. وأما رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون قال أنهم سيناقشون "إصلاحات ملحة للنظام المالي العالمي". يشار إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل على تنفيذ خطة إنقاذ مالي قيمتها سبعمائة مليار دولار أقرتها لمواجهة الأزمة المالية بينما وافق زعماء أوروبا على خطة إنقاذ مالي للتصدي للأزمة بلغ حجمها نحو 2.3 تريليون دولار، من جهة أخرى تباين أداء البورصات العالمية في آخر أيام أسبوع التداولات في أوروبا وأمريكا ودول آسيوية وسط مخاوف من ركود اقتصادي، وأنهت الأسهم الأمريكية أسبوع التداولات في البورصات على انخفاض أمس بينما ارتفعت الأسهم الأوروبية ومعظم البورصات الآسيوية وتباين الأداء في أمريكا اللاتينية، كما ارتفع سعر برميل النفط الخام الأمريكي الخفيف إلى 71.85 دولار، وصعد مزيج برنت خام القياس الأوروبي 1.76 دولارا إلى 69.60 دولارا.