رعب كبير عاشه أمس سكان حي سيدي الهواري، إثر انهيار بناية قديمة متكونة من طابقين على سكانها بشارع فليب رقم 44 والذي خلف 4 جرحى، بينهم امرأة مسنة انتشلتها عناصر الحماية المدنية من تحت الأنقاض، كما أن أحدهم في حالة خطيرة وقد تم نقلهم في حدود الساعة العاشرة صباحا على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى وهران لتلقي الإسعافات الأولية، مع العلم أن البناية تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري ويقطنها 17 شخصا من عدة عائلات. ولحسن حظ غالبية السكان أن الانهيار حدث تدريجيا، الأمر الذي حال دون تسجيل أضرار بشرية كبيرة. وقد ندد سكان البناية في حركة احتجاجية بسياسة الإهمال واللامبالاة من قبل السلطات المحلية ومسؤولي ديوان التسيير العقاري والبلدية وذلك رغم المراسلات العديدة التي وجهت إليهم، فلا حياة لمن تنادي، ما دفع بالسكان إلى الإقامة به بدلا من البقاء في الشارع رغم تحذيرات مصالح الحماية المدنية بخطورة المبنى وبضرورة إخلائه في أقرب الآجال وذلك من خلال المراسلة التي وجهت إلى مسؤولي القطاع الحضري لحي سيدي الهواري، إلا أن جميعهم لا يبالون إلا بخدمة مصالحهم الخاصة على حساب خدمة المواطنين. الخبراء صنفوه في خانة أخطر الأحياء القديمة إلى جانب القصبة بالعاصمة وحي المدينة القديمة بقسنطينة. في ذات السياق، خرج أمس مشاركون في الملتقى الدولي بتوصيات لإعادة تأهيل بنايات حي سيدي الهواري على أساس إلزامية الدولة بالتدخل وإخراج السكان من الحي تفاديا لوقوع كارثة عمرانية قد تخلف خسائر كبيرة في الأرواح خلال الأيام القادمة، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، بالإضافة إلى تصنيف الحي من قبل الخبير الدولي، السيد بوشناق، من مؤسسة "أكروم للعمران" بروما، في خانة أخطر الأحياء القديمة على المستوى الوطني، إلى جانب حي القصبة بالعاصمة وحي المدينة القديمة بقسنطينة. من جهتها، مصالح ديوان التسيير العقاري أحصت أكثر من 1990 بناية ببلدية وهران آيلة للانهيار وهشة وتتطلب صيانة وترميم فيما يبقى سكانها مهددين بالموت في أية لحظة.