الأسبوع الجاري يمكن اعتباره غير مسبوق من حيث قضايا الفساد التي فصلت فيها المحاكم عبر مختلف جهات القطر أو تلك التي أخرجها إعلاميون على صدر صفحات جرائد وطنية والمتعلقة بالتلاعب بأموال الدولة وإبرام صفقات مشبوهة أبطالها "اميار العار" و"مدراءالتشيبة" وعدد من المسؤولين الذين ألفوا العيش في رغد على حساب أموال الشعب ومن خزينة الدولة وهذه الوقائع وغيرها من الأمراض الاقتصادية هي في الواقع تدل على هشاشة وضع واتساع دائرة النهب.. منذ قرابة عشرين سنة عرفت مديرا عاما بقسنطينة تحكم في زمام هولدينغ الشرق لأزيد من عشرية كاملة بطنه انتفخ الى حده الأقصى وصدره صار ملعبا كما يقال كان الرجل يبدو وكأنه وزيرا عند هارون الرشيد أو حاكما عند قيصر الروم حينها تنبأت له بأن ينهي مشواره في السجن واليوم يحاكم في عنابة رفقة عدد هام من معاونيه في جلسات ماراطونية وحوله عشرات المدافعين عنه وذاك قليل فالرجل بماله ونفوذه يمكن أن يوكل مئة محام ؟ في عنابة أيضا قضت محكمة الحجار أول أمس بتسليط عقوبة 10 سنوات سجنا في حق رئيس بلدية سيدي عمار وشقيقه وأحكام متفاوتة في حق 12 شخصا من مقاولين وموظفين تمكن "المير " من جرهم الى جنونه وبالطبع "دراهم الطماع يأخذهم الكذاب" وهناك الكثير من أمثاله مازالوا يلعبون وينظرون الى البلدية كملكية خاصة ..وفي نفس اليوم وببرج بوعريريج صدر في حق مدير مدرسة حكما يقضي بسجنه لعامين كونه زور وثائق إدارية ..وفي الشلف يدور هذه الأيام عن صفقات مشبوهة بعشرات الملايير بين مسؤولين في بريد الجزائر ومصنع الاسمنت وتنظر منذ بداية الأسبوع جنايات قسنطينة في قضايا فساد وراءها أيضا عدد من المسؤولين في بنوك وشركات عمومية وحتى من كلفوا بحماية المواطن وتوفير أمنه طالهم الفساد كذلك كقضية المدير السابق للمدرسة العليا للشرطة و6 إطارات سامية الذين وضعوا رهن الحبس بحر الأسبوع أيضا بالمختصر هناك مير فاسد ومربي فاسد ومسؤول أمن فاسد ومدير مؤسسة كبرى فاسد ... المفسدون من المسؤولين في بلادنا كثر ولا يمكن عدهم فهم اليوم ليسوا بالمئات بل بالألاف وربما هو ما جعل بلادنا تدخل مسابقات المفسدين في الأرض بقوة وتحتل مرتبة متقدمة في تصنيف منظمات عالمية فأسبوع فقط أطلعنا على مفسدين يتعدى عددهم أصابع اليدين والعام طويل .. فلهم نتمنى أقصى العقاب ولبلادنا رب يحميها.