نشر أبناء الروائي الجزائري الراحل مولود فرعون، رواية مجهولة لصاحب "نجل الفقير" وهي إحدى أهم الروايات المؤسسة للأدب الجزائري الفرانكفوني. الرواية المجهولة نشرت حديثا بعنوان "مدينة الورود".. وتقدم إيضاحات جديدة عن علاقة مولود فرعون بحرب التحرير، بعد الغموض الذي اكتنف مواقفه، رغم أنه اغتيل على أيدي منظمة الجيش السري الإرهابية التي أسسها غلاة الجزائر الفرنسية سنة 1962، بعد موافقة الجنرال ديغول على إجراء الاستفتاء بخصوص استقلال الجزائر. ووفقا لحميد عبد القادر بصحيفة "العرب" اللندنية تدور أحداث الرواية بين سنتي 1958 و1960 بالجزائر العاصمة خلال حرب التحرير، وتتمحور حول شخصيتين رئيسيتين هما مدير المدرسة الجزائري القادم من الريف فارا من الحرب، أين استفحلت الحرب بعد مجيء الجنرال ديغول وقيام الجمهورية الخامسة عقب انقلاب الجنرالات بالجزائر سنة 1958. حيث يبدو مدير المدرسة "العربي"، كشخص مسالم يرفض العنف سواء كان عنف جيش التحرير الوطني الجزائري، أو عنف الجنود الفرنسيين. وفي المدينة يعين كمدير مدرسة في حي شعبي يعيش فيه الأهالي، ويتعرف على مدرسة فرنسية قدمت من شمال فرنسا، ويقع في حبها، رغم أنه متزوج، وهي كذلك. فالعلاقة إذن تبدو منذ الوهلة الأولى كعلاقة غير شرعية ومستحيلة. لكن فرانسواز وهو اسم المدرّسة، سرعان ما تميل لمدرس فرنسي يدعى "أم جي" وهو شخصية سلبية من الأقدام السوداء - وهي التسمية التي كانت تطلق على الأوروبيين الذين استوطنوا الجزائر منذ سنة 1830 - كما أنه يكره العرب، ولا يؤمن بفضيلة الحب بقدر ما يلهث وراء النساء طمعا في أشياء عابرة. ويتمكن من جذب فرانسواز إليه، بينما بقي مدير المدرسة حزينا. وقد جرى ذلك بعد أحداث 13 ماي التي عرفت مظاهرات عارمة فى شوارع الجزائر العاصمة والتي شارك فيها دعاة الجزائر فرنسية، المطالبين بسقوط الجمهورية الرابعة التي عجزت عن قمع الثورة، و بعودة الجنرال ديغول للحكم.