قصد الشروع الفوري في تجسيد عملية ترميم حي سيدي الهواري واعادة الروح والحياة إلى جميع عماراته المهددة بالانهيار في أقرب الآجال، قرر والي ولاية وهران، السيد الطاهر سكران، تنظيم لقاء للهيئات المهتمة بالعملية، وكذا الحديث مع المعماريين والمختصين والجامعيين، لمناقشة المشروع الذي قدمه مكتب الدراسات مخفي، حيث استغل الحاضرون المناسبة لتقديم اقتراحاتهم العملية والمنهجية لإعادة حي سيدي الهواري الى سابق عهده بصفته حيا عريقا فيه تاريخ وذاكرة ويحمل هموم المدينة وآمال شبابنها. حسب مصادر عليمة فإن عملية ترميم حي سيدي الهواري لا تشمل تأهيل العمارات فقط، بل تمتد الى الطرقات ومختلف الازقة، وكذا المساحات الخضراء ومساحات اللعب الخاصة بالاطفال وتطهير مختلف شبكات الصرف الصحي والانارة العمومية ونقل الماء والكهرباء والغاز، الأمر الذي يفرض تضافر جهود العديد من المؤسسات المختصة وتكامل اشغالها لتقديم عمل جيد وانجاز الحي مجددا بشكل جاد. وفي هذا الاطار قدم والي الولاية خلال الشهر الماضي عدة اغلفة مالية خاصة بالعملية، التي تندرج في اطار برنامج التنمية المستدامة الإضافية المقررة من طرف رئيس الجمهورية، حيث تم تخصيص 140 مليار سنتيم لإعادة ترميم وهيكلة حي سيدي الهواري، و100 مليار سنتيم لإعادة ترميم 400 عمارة بمختلف الاحياء القديمة بوهران مثل حي الدرب ومديوني والهواء الجميل والمقري وسنانيس ويغموراسن وعمارات شارع الاوراس وبعض عمارات شارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي وساحة أول نوفمبر بوسط المدينة، اضافة الى 150 مليار سنتيم لانجاز نفقين بحي الصديقية باتجاه وسط المدينة ومركز الاتفاقيات الذي تقوم مؤسسة سوناطراك بإنجازه تحضيرا لعقد قمة الدول المنتجة للطاقة خلال سنة 2010، اضافة الى 120 مليار سنتيم أخرى لإنجاز نفقين آخرين على الطريق المحوري الثالث، الاول عند تقاطع الطرق بحي الأمير عبد القادر والثاني عند تقطاع الطرق بمدرسة التعليم التقني ومختلف المعاهد الجامعية، وغلاف مالي آخر قدره 50 مليار سنتيم لإنجاز الطريق الجانبي الاضافي بين مسمكة وهران والمرسى الكبير، كما تم بالمناسبة كذلك تخصيص 200 مليار سنتيم لإعادة ترميم وتعبيد وتوسيع الطريق العلوي للكورنيش الوهران.. واستفادت مصالح اعادة ترميم مختلف الطرق الحضرية من غلاف مالي قدره 150 مليار، وخصص غلاف مالي آخر للإنارة العمومية يعادل 75 مليارا، بينما استفادت مصالح ترميم المساحات والفضاءات الخضراء من مبلغ مالي يعادل 33 مليار سنتيم. يذكر أنه بعد تقديم هذه الأغلفة المالية، حث الوالي مختلف المسؤولين والمسيرين عن انجاز هذه المرافق العمومية، على ضرورة القيام بمتابعة دورية وشاملة لتقدم الاشغال التي يجب أن يتم تسليمها في حينها، والذي لا يجب أن يتجاوز نهاية هذه السنة الجارية 2009.