هل لدينا رجال سياسة؟! قد يبدو التساؤل غريبا، فالساحة تعج بالأحزاب وبالوزراء والرؤساء العاملين والمتقاعدين والمنتظرين .. لكن هل هم فعلا سياسيون ؟!! من هو السياسي؟! عامة السياسي هو كل من يجعل من الاهتمام بالشأن العام موضوع نشاطه وحياته، وهو أيضا من يتولى صياغة مطالب الناس، كل الناس على اختلاف مطالبهم ومصالحهم، في خطاب أو برنامج سياسي والدفاع عنها. لكن الواقع يقول أن جل من نسميهم سياسيون عندنا، هم أساسا الذين يضعون أنفسهم رهن إشارة السلطة لكي ترضى عليهم وتجعل منهم زعماء أو وزراء أو حتى رؤساء، في المجالس أو في الحكومة أو في الدولة، وهم لا يهمهم مطالب الناس، بل همهم الأول والوحيد هو البحث عن المبررات لقرارات السلطة والبحث عن الصيغ التي تغطي كل تقصير أو انحراف أو فشل، لكن مقابل جني منافع مادية مباشرة كثيرة وفي أقصر الآجال.. وهم في كل الأحوال يحتلون مواقع السياسيين، ويمنعون السياسيين من دخول ساحة العمل السياسي. سيان، كلمة نجدها في حروف كلمة السياسيين، وهي تجعلنا نقول أن الأمر سيان مع السياسيين الذين يملؤون الساحة هذه الأيام، فهم لا يقدمون للسياسة أي خدمة مهما كانت بسيطة، ماعدا كونهم يؤثثون الساحة حتى يرسخ الانطباع أن هناك ساسة وسياسة !! والأمر سيان فهم ينتظرون قرارات أصحاب القرار حتى يتجندوا للدفاع عنها دفاعا مستميتا، ولا يطرحون لا أفكارا ولا برامج ولا يفجرون أي نقاش جاد، وإذا قُدّر أن تبنوا خطابا نقديا فاتجاه من هم على شاكلتهم أو اتجاه سياسيي المعارضة، وهو ما يجعل ذلك جزءا من المناورات السياسوية ومن صراعات السرايا. يأس، الواقع أن هناك يأسا كاملا لدى الرأي العام من أن يتمكن من يحتلون مواقع السياسيين من أن يفعلوا شيئا صالحا لصالح البلد ولا لصالح مطالب الناس، والواقع أيضا أن السلطة غبية إن هي راهنت على هؤلاء، فهم ينتفعون ولا ينفعون حتى السلطة التي يضعون أنفسهم رهن إشارتها.. فمتى يدخل الساحة سياسيون بأتم معنى الكلمة يناضلون من أجل قناعاتهم ومن أجل مصالح من ينتخبونهم ؟!!