تغيير الدستور لم يعد مشكلة سياسية في البلاد.. وترشح الرئيس لم يعد مشكلة أيضا.. والبحث عن الأرانب المصاحبة لم يعد مشكلة، وشحذ همة أحزاب التحالف والجمعيات المساندة للرئيس لم يعد أيضا مشكلة .! حتى انتخاب الرئيس لم يعد مشكلة.. ! سواء انتُخب بأغلبية ساحقة أو بأغلبية بسيطة .. والمهم أنه ترشح وانتُخب ! الرئيس بالفعل يحتاج لشعبية ولا يحتاج لمنتخبين.. لأن انتخابه بنسبة ضعيفة لا يضعفه .! كما أن انتخابه بنسبة كبيرة لا يقويه.. ضعف الرئيس أو قوته تكمن في مجال آخر غير الإنتخابات وغير صوت الناخب..! ودليلنا على ما نقول: هو أن البرلمان الحالي انتخب بنسبة ضعيفة.. ربما هي أضعف نسبة سجلت في انتخاب برلمان عرفته الجزائر المستقلة وغير المستقلة ..! ومع ذلك البرلمان قوي شرعا لأنه يعدّل الدستور بكل قوة الشرعية التي يستمدها البرلمان من شيء آخر غير صوت الناخب .! حتى أحزاب التأييد والمساندة ليس لديها ما تؤيد أو تساند به الرئيس غير البيانات لأنها لا تملك لا مناضلين ولا أصوات انتخابية.. والإنتخابات الأخيرة خير دليل على ما نقول! فهذه الأحزاب تؤيد الرئيس لأنها تريد أن تحصل منه على الشرعية التي ضيعتها في الإنتخابات الأخيرة ..! ولا نستبعد أن تنشب "حروب" انتخابية بين أحزاب التحالف من أجل تقاسم أصوات الناخبين على الرئيس وعلى أرانب الرئيس .! فقد تصوّت الإدارة للرئيس.. بل ستكون الإدارة أكبر حزب يصوت للرئيس .! وستتعارك أحزاب التحالف على نتائج هذه الإنتخابات والتي ستكون أكبر من الإنتخابات التشريعية الماضية.! ألم ينشب الخلاف بين قيادات التحالف في موضوع تعديل الدستور؟! حيث قالت الجبهة إنها هي أحق بالإمامة لأنها هي التي دعت إلى تغيير الدستور قبل غيرها؟! ولكن يبدو أن الجميع لا يقيم وزنا ل"حرنة" الشعب الجزائري.!