كل المواد التي وردت في التعديل الدستوري الأخيرة مفهومة المعنى ومفهومة المقصد.. إلا المادة التي تقول: "على كل مواطن أن يؤدي بإخلاص واجباته تجاه المجموعة الوطنية" هذه الجملة ليست مفهومة المقاصد بالتحديد.. هل القصد منها انتقال الدستور إلى مرلحة أخرى وهي تشريع الواجبات وتقليص الحقوق؟! هل تعني هذه الجملة أن المواطن سيجبر دستوريا من الأن فصاعدا على الذهاب إلى صناديق الإنتخاب؟! وأنه لايحق له بنص الدستور أن يتغيب؟! على اعتبار أن الإنتخاب واجب من واجبات المواطن نحو المجموعة الوطنية؟! ومعنى هذا الكلام أن الإنتخابات كحق للمواطن قد سحب منه دستوريا في حالة الغياب؟! هل هذه العبارة التي وردت في التعديل الدستوري الأخير ستتبع بنصوص تنظيمية تسحب من المواطن حق الإمتناع عن التصويت مثلا؟! وإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا هذه العبارة إذن؟! ما يثير التساؤل حول هذه العبارة الدستورية التي وردت في التعديل هو أنها تصدرت اهتمامات التعديل.. قبل جميع المواد الدستورية المعدلة.! والتفسير الوحيد لهذا الإنشغال الدستوري هو أن المشروع يريد أن يغ لق الباب على المواطن في موضوع ممارسة حقه في المقاطعة الإنتخابية.! لأنها قد أصبحت بنص الدستور عملا غير وطني.! ومعنى هذا الكلام أن السلطة قد خطت خطوة نحو فرض الديمقراطية على الناس بنص الدستور؟! ومنع ظاهرة العصيان الإنتخابية الذي برزت في السنوات الأخيرة كصيغة من صيع الكفاح السياسي ضد التزوير والتحايل على إرادات الشعب؟! لسنا ندري ما معنى هذه العبارة؟! لكن السباق العام الذي وردت فيه بدل على أنها تذهب في هذا الإتجاه!