قال وزير الصحة المصري، حاتم الجبلي، أن الأمراض غير المعدية مسؤولة عن حدوث 80 في المائة من الوفيات في الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل. وأضاف الوزير أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى ارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية بمنطقة جنوب المتوسط من 35 بالمائة عام 2000 إلى 53 بالمائة عام 2010 ، في الوقت التي ستنخفض فيه نسبة الأمراض المعدية من 40 بالمائة إلى 29بالمائة خلال نفس الفترة. وأشار الوزير إلى أن التكاليف الباهظة لمكافحة هذه الأمراض تؤثر بشكل ملموس على الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات الفقيرة، كما تزيد من الفجوة الصحية القائمة بين الدول، مطالبا بمزيد التعاون والعمل الجاد للشركاء في الدول المتوسطية للوقاية والسيطرة على هذه الأمراض. واعتبر الوزير ذلك أمرا "ضروريا" لتحقيق أهداف التنمية في هذه الدول وتحقيق مساواة وعدالة أكبر في تقديم الخدمات الصحية. وذكر أن نصيب الفرد في منطقة جنوب المتوسط من حجم الإنفاق الصحي بلغ حوالي 123 دولارا عام 2005 مقارنة بنظيره في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم ثلاثين دولة من الدول الغنية في أوروبا وأمريكا الشمالية والذي بلغ أربعة آلاف دولار. واكد الوزير المصري على ضرورة تنشيط التعاون المتوسطي لمواجهة التحديات التي دول جنوب الحوض المتوسط والمتمثلة في تقديم الخدمة الطبية والرعاية الصحية ذات الجودة العالية للمواطنين وتحقيق العدالة والمساواة خاصة في مجال مكافحة الأمراض المعدية والتصدي للأوبئة العابرة للحدود الوطنية. من جهتها أكدت وزيرة الصحة والشباب والرياضة الفرنسية على ضرورة التعاون المشترك بين دول المنطقة لمواجهة المشاكل الصحية المشتركة وتدعيم التعاون بين الدول المتوسطية في إطار "الاتحاد من أجل المتوسط" لمواجهة الأمراض غير المعدية في ضفتي المتوسط. وأوضحت المتحدثة أن وزراء صحة الدول المتوسطية سيقدمون وثيقة لمنظمة الصحة العالمية الأولى تتضمن مجمل مشروعات التعاون بين الدول المتوسطية، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة المقرر عقده في ماي 2009 بجنيف، مشيرة إلى أهمية إقامة مشروعات مشتركة كبيرة ترتكز على التوأمة في مجال الصحة. وبدورها أكدت المفوضة الأوروبية للصحة على أهمية تدعيم علاقات التعاون بين الدول المتوسطية بهدف تحسين صحة سكان المنطقة وظروفهم المعيشية وهو ما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة المنشودة. وأوضحت أن التعاون في المجال الصحي في البلدان الواقعة على ضفتي المتوسط ليس وليد اليوم، مشيرة إلى منتدى وزراء صحة المنطقة الذي عقد في أسبانيا عام 2005 والمنتدى الآخر الذي عقد باليونان عام 2007. ودعت إلى ضرورة التوصل إلى الخطوط العريضة لتعزيز التعاون فيما بين الدول المتوسطية لضمان وصول الخدمات الصحية إلى المواطنين في كافة الدول، وخاصة لمواجهة الأمراض غير المعدية، مؤكدة على أهمية تعبئة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في القيام بحملات توعية بهذه الأمراض والكشف عنها مبكرا.