تجري هذه الأيام التحضيرات الأخيرة لعودة سيد الرواية الجزائرية بالعربية، ورائدها في سبعينيات القرن الماضي عبد الحميد بن هدوفة من رقدته، من خلال فعاليات الملتقى الذي دأبت وزارة الثقافة على الإشراف عليه، وتعودت ولاية برج بوعريريج على تنظيمه ورعايته طيلة إحدى عشر سنة، حول خلالها إلى تقليد سنوي تجاوز الحدود الوطنية وغدا دوليا، كما صار محجا للأدباء والباحثين والمهتمين الذين يقصدون مدينة برج بوعريريج كل سنة للمشاركة في فعالياته التي تعد فرصة لاكتشاف العديد من المواهب في الأدب والشعر.. من خلال المسابقة التي تنظم سنويا في مجلس القصة القصيرة والشعر، والتي ترصد لها ثلاثة جوائز في كل مجال. يؤطر هذا الملتقى من الناحية العلمية لجنة أكاديمية متخصصة، يرأسها الباحث الأكاديمي الدكتور عبد الحميد بورايو، وهو باحث متميز في الدراسات السيميائية والسردية والأدب الشعبي، كما أن له توجهات في الدراسات الأنثروبولوجية، له مؤلفات كثيرة تبقى مرجعا قيما لطلاب الجامعات وللباحثين. وتضم أيضا اللجنة الباحث الدكتور شيد بن مالك والأديب الروائي جيلالي خلاص، الذي أثرى المكتبة الوطنية برواياته العديدة وهو أحد المسؤسسين للمتلقى. كما تضم أيضا كوكبة من الباحثين الأكاديميين من ذوي السمعة الطيبة والوزن العلمي منهم د.مر، عيلان، د. يوسف الأطرش، د. شريف مريبعي، د. سعيد بوطاجين، د. قدور رحماني، د. محمد زهار. ومن التقاليد الثقافية لهذا الملتقى منح جائزة الإبداع الروائي، حيث تمنح سنويا لأحد المبعدين الروائيين الجزائريين الذين أسهموا إسهاما كبيرا في الإنتاج الإبداعي الروائي. ومن الذين تم تكريمهم الأديب جيلالي خلاص سنة 2000، واسيني لعرج سنة 2001، مرزاق بقطاش سنة 2002، الحبيب السايح سنة 2003، إبراهيم سعدي سنة 2004، مارسيل بواسنة 2006، أحلام مستغانمي سنة 2007، وسيتم هذه السنة تكريم كل من زهور ونيسي. كما ستكرم في هذه الدورة أيضا الكاتبة الإيطالية يولندا غواردي، وهي أستاذة محاضرة في الأدب العربي بجامعة ميلانو، كتبت العديد من البحوث والدراسات عن الأدب العربي الجزائري خصوصا، كما ترجمت العديد من الأعمال الجزائرية إلى الإيطالية منها: ريح الجنوب لعبد الحميد بن هدوفة، الزلزال للطاهر وطار، وعواصف جزيرة الطيور لجيلالي خلاص. ومن المهم أيضا الإشادة بالدور الذي لعبه طيلة هذه السنوات الأساتذة العرب الذين أسهموا في إنجاح الملتقى والرقي به ومنهم: الدكتور عبد الله أبو هيف من سوريا، والكاتبة هالة البدري من مصر، الكاتبة الروائية ميرال الطحاوي، الدكتور العراقي صبري مسلم، خيري الذهبي من اليمن، الطيب ولد لعروسي من فرنسا وغيرهم كثير.. إضافة إلى المترجم الفرنسي مارسيل بوا الذي عمل على التعريف بالرواية الجزائرية في أوروبا من خلال ترجمة العديد من الأعمال الروائية الجزائرية إلى الفرنسية.