يبدو أن عصابات السطو صارت أكثر تنظيما وجرأة وهو ما تبرزه سرقات نوعية وانتقائية تسجل هنا وهناك باتت مصدر قلق حقيفي، محترفو السرقات لم يعودوا يقنعون بسرقة هاتف نقال أو نشل قلادة ذهبية من عنق إمرأة أو إقتحام منزل خلسة في غياب أصحابه بل أصبحوا يتبعون طرقا غالبا ما كنا نشاهدها فقط في الافلام البوليسية الشهيرة أو في أفلام الويستيرن التي داع صيتها في السبعينات والثمالنينات على وجه الخصوص يهاجمون بنوكا أو محلات لبيع المجوهرات وما غلى ثمنه أو محطات الخدمات وتوزيع الوقود أو النيل من شخصيات ثرية. فما حدث من أيام لأشهر مشعوذ بسطيف الذي فارق الحياة أول أمس بمستشفى المدينة متأثرا بجروحه تصب في المنحى المذكور فالسيدة أو السيد على اعتبار أن التحقيقات لم تبين بعد إن كان المهاجم في جلباب إسلامي ذكر أم أنثى كان يدرك أن الرجل يملك أموالا ضخمة وحلي وإلا بماذا نفسر معرفة تواجد الحقيبة التي كان يصرخ بها المشعوذ وهو يغرق في ذمائه بعد أن قطعت أذنه وخرب جسده بطعنات سكين قبل أن يفر الفاعل صحبة شريكه على متن سيارة كانت تنتظر خارج منزل المشعوذ وما وقع أول أمس بمدينة عين مليلة أين أقدمت عصابة مجهولة العدد والهوية على سرقة ربع مليار سنتيم من المصوغات والجواهر النفيسة بعدسرقة مماثلة سبقتها بيومين فقط باحد المحلات المتواجدة بحي "الدوك" بوسط المدينة في اعقاب تمكن افراد العصابة من كسر واجهة المحل والاستيلاء على محتويات الخزانة الحديدية الضخمة ومثل هذه الجرائم والسطو على محلات المجوهرات برزت بشكل ملفت السنة الجارية في وقائع مثيرة ربما أخطرها ما هز وسط قالمة الصائفة الاخيرة أين تمكنت مجموعة من الدخول الى محل مجوهرات من محل مجاور له وفتح الخزانة واخذ ما قيمته 400 مليون سنتيم ثم إعادة غلقها باسلوب التلحيم ما حير صاحبه وهي القضية التي نظرت فيها محكمة الجنح أول أمس بقالمة وأصدرت حكما يقضي بسجن المتهم بعامين.. السطو الانتقائي هذا بات ينذر بأخطار حقيقية تهدد حتى حياة أصحاب المحلات والمساحات الكبرى ومحطات الخدمات والعاملين بها وهو ما يتطلب التحلي باليقظة والحذر ولما لا اللجوء الى استخدام أجهزة الانذار تماما كما هو حاصل في البنوك والمؤسسات المالية فالمنطق يقر أنه ليس من الممكن وضع شرطي لكل محل والى جانب ذلك لابد الضرب بيد من حديد في حال تمكن المصالح المختصة من توقيف أفراد مثل هذه العصابات.