دخل المحامي الجزائري بفرنسا، كريم عشوي، قبل أربعة أيام، في إضراب عن الطعام لدفع الجهات القضائية إلى الإفراج عنه، بعد أن اقتيد إلى سجن "نانتير"، عقب انتهاء جلسات محاكمته بمحكمة الجزاء بباريس، بتهمة مساعدة موكله "أنطونيو فيرارا" على الهروب من السجن في قضية اتهم فيها 19 شخصا. وأصدرت المحكمة في حقه حكما يقضي بسجنه سبع سنوات ومنعه من ممارسة مهنة المحاماة. وحسبما نقلته وسائل إعلام فرنسية، أول أمس، فإن المحامي الجزائري أعلن عن دخوله في إضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنه واحتجاجا على "اللاعدل" في محاكمته، بعدما كان يظن أن المحكمة ستمنحه البراءة في قضية متابع فيها منذ 2005، وخضع بسببها إلى رقابة قضائية دامت ثلاث سنوات. وحسب تصريحات محامي المتهم، فإنه قد راسل مدير سجن "نانتير" لإخطاره بقرار الإضراب عن الطعام إلى غاية الإفراج عنه. وكان دفاع المحامي المتهم قد طالب بالإفراج عنه الاثنين المنصرم، غير أن غرفة التحقيق للمحكمة لديها أجل شهرين لدراسة الطلب. وقرر فريق الدفاع عن المتهم الاستئناف في الحكم استنادا إلى عدم تقديم أدلة لإدانة موكلهم. كما دشنوا حملة لمساندة المحامي كريم عشوي. بالمقابل، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" أن المحامي كان قد ألّف كتابا يتهم فيه بعض الأطراف بتدبير محاولة اغتياله في ربيع العام الماضي، قبل أن يتم توقيفه في 2005 للتحقيق معه بتهمة المساعدة في عملية الفرار، التي استخدمت فيها رشاشات ومدفع بازوكا وشحنات متفجرة، وأسفرت عن فتح ثغرة في جدار السجن الأكبر في محيط العاصمة. واستنفرت قضية المحامي عشوي مجموعة من أساتذته ومن كبار المحامين، على رأسهم رولان دوما، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، وتييري هرزوغ، محامي الرئيس ساركوزي. ولم يكن عشوي يخفي في أحاديثه للصحافة، أن علاقته متوترة بسلك الشرطة لأسباب لا تخلو من عنصرية ويقول "بعض رجال البوليس لا يكن لي الود، لأنني، بمقتضى منطقهم، لا أنحدر من الأصل العرقي الرفيع الذي يتناسب مع مزاجهم".