بوضعه الجزائر جنبا الى جنب مع المغرب وأوكرانيا وكازخستان في نطاق الاستثناء من تقليص عدد العمال يكون الملياردير الهندي لكاشمي ميتال أمبراطور الحديد في العالم قد أنهى حالات السيسبانس والترقب وحتى مناورات البعض بخصوص وضعية المصانع التابعة لارسيلور ميتال في الجزائر كمركب الحجار سابقا بعنابة ومنجم الونزة بتبسة. مسؤولو مركب أرسيلور ميتال بعنابة أكدوا أنهم تمكنوا من إقناع الامبراطور بأن تداعيات الازمة المالية العالمية لن يكون لها أي مفعول في الجزائر وعلى العكس من ذلك قد يحقق المركب أرباحا إضافية وأن اجتماع لندن الاخير لمديري ومسؤولي مؤسسات الملياردير الهندي صنع الاسثناء سالف الذكر. في عنابة عاصمة الحديد والصلب والذي كان مركب الحجار مفخرة الجزائر المستقلة قبل أن جرفته سيول أزمة الجزائر وليست الازمة العالمية اتفقت نقابة المركب مع المديرية على عدم تسريح ولا عامل واحد على إعتبار أن السوق الوطنية تتطلب حاليا 4 ملايين من الاسلاك التي ينتجها المركب وهو ما يعني أن باب الزيادة ورفع الانتاج هو في الوقت الراهن مفتوحا على مصراعيه والعمال أكدوا أنهم قرروا أن يشمروا أكثر على سواعدهم وأن يساهموا بفعالية في إشعال الفرن رقم 2 المعطل حتى يتجنبوا غضب الملياردير الهندي وهذا شيئ جميل ومحفز يبرز ربما وعي العمال بمصيرهم وأن البقاء قد يصنع بايديهم ..لكن السؤال الذي يطرح لماذا عمال مركب الحجار وهم أغلبهم يديرون وأفران أرسيلور ميتال لم يشمروا و يتحلوا بنفس درجات الوعي الحالية لما بدا المركب في الانهيار ؟ ام أن حينها عقلية البايلك كانت أقوى من أن يشمروا على السواعد ويكثفوا من الانتاج وتخطي العراقيل التي عادة ما نسبت للنظام الذي كانت الامور توحي بميله الى الخوصصة. المهم هو أن تكون إتفاقيات النقابات والادارات فعالة وأن لا يسرح ولا عامل واحد من مركب أرسيلور أو منجم الونزة ومن كل ما تبقى من مصانعنا حتى ولو كانت أمورها بيد الاجانب فمتاعب الخوصصة وغلق المصانع والمؤسسات مازالت أثارها بادية للعيان في إحالة عشرات الالاف أو قل مئات الالاف على بطالة محتمة عمقت من دوائر الفقر والمعاناة .