يعد منجم الحديد (81 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة) من أكبر المناجم المنتجة للحديد إقليميا وعالميا، وقد حقق أرقاما عالمية خلال سنة 2007 فاقت 105 مليار دولار وانتاجا يفوق ال14 مليار طن، حيث بلغت صادراته خلال نفس السنة 7،109 مليون طن، فيما يقدر الانتاج الصافي من مادة الحديد 116 مليون طن، كما يشغل حاليا 1000 عامل من أهل المنطقة، وقد ابرم منجم الحديد بالونزة عقود شراكة مع كل من إسبات الهندية وأرسيلور ميتال، وهي إحدى اكبر الشركات العالمية في انتاج الحديد ولها فروع في 60 دولة. وقد مر المنجم بمشاكل عديدة نتج عنها دخوله في مفاوضات مع الشريك الاجنبي والعمال سابقا، خاصة بعد إعادة هيكلة المؤسسة وتسريح ما يزيد عن 50? من عدد العمال، ليعقد اتفاقية شراكة جديدة مع شركة أرسيلور ميتال بتصر وهيكل تنظيمي جديد يعتمد أساسا على مقاييس عالمية إنتاجا وتسييرا. السيد بن عبد الرحمان عومار المدير العام للمنجم قدم في تصريح ل»المساء« صورة واضحة عن وضعية المنجم الحالية بعد دخول الشريك الاجنبي، حيث أكد أن مشكل المحيط البيئي والامن كانا من اولويات انشغالات الادارة، حيث تم وضع مخطط امني لحماية وضمان تأمين المنجم والمحيط البيئي، ومن ثمة التقليل قدر الإمكان من حدوث التفجيرات واتباع طرق وقائية تساعد على التقليل من حدتها والمحافظة على سلامة وصحة وأمن السكان. ولإعادة تأهيل العتاد تم حسب ذات المتحدث الاتفاق مع 08 شركات خاصة تضم حوالي 100 عامل تشرف على عملية الصيانة للعتاد والآلات بالمنجم، مذكرا بأحد الانجازات التي قامت بها مجموعة من العمال المتقاعدين بالمنجم في عملية اعادة تصليح إحدى الآلات الضخمة والهامة على مستوى المنجم وإعادة تشغيلها بعد 04 سنوات من التوقف وبكلفة اقل لم تتجاوز 3،2 مليار دولار، مؤكدا أن هذه الآلة سبق وأن عرضت على أحد الخبراء الاجانب الذي أكد أن عملية إصلاحها ستكلف 07 ملايير دولار، وهو إنجاز يدل على أن عمال المنجم يتميزون بكفاءات قادرة على تحقيق المعجزات. كما أشار إلى أن إدارة المنجم قد خصصت خلال بداية سنة 2008 غلافا ماليا فاق ال13 مليار دولار تم بها اقتناء تجهيزات وآلات تسيير بطرق عصرية وهي الآن قيد الاستعمال كما أنها ستساعد حتما في رفع الإنتاج. أما من الناحية البيئية وحماية المحيط فإن امكانيات المؤسسة حاليا تعتمد على عملية الرش بواسطة صهاريج وشاحنات للتخفيف من تطاير الغبار والحد من تأثيره على صحة العمال والسكان في انتظار الموافقة على اقتناء آلات تساعد على تصفية الغبار، وهي عملية تجرى بشأنها المفاوضات مع بعض الشركات الاجنبية المختصة في تقنيات التفجيرات والتقليل من تأثيراتها تتميز بأقل صوت (دوي) وأكثر نتيجة. أما فيما يتعلق بمخطط التسيير البشري فقد اوضح السيد المدير العام نجاح الادارة في تسوية وضعية ازيد من 500 عامل مهنيا واجتماعيا، مبينا ان التوظيف بالمنجم يتم وفق مقاييس عالمية بإشراف الشريك الاجنبي، إلا أن الادارة وضعت بعض التصورات المستقبلية لإنجاز مشروعين هامين بكلفة مالية قدرها ب100 مليون دولار لكل من منجم الونزة وبوخضرة، وعن آفاق المنجم مستقبلا أوضح بأن حالة المنجم مريحة مقارنة ببعض المناجم الأخرى، حيث يتوفر المنجم على احتياط مخزون يقدر ب650 ألف طن إلا أن مصير المنجم يبقى مرهونا بمستقبل الحجار باعتباره الزبون الوحيد الممون من المنجم. وتبقى الآمال معلقة على المشروع الذي تم وضعه من قبل إدارة المنجم والمتمثل في اعادة تكرير الحديد والذي سيساعد في توفير أكثر من 270 منصب شغل لفائدة الشباب البطال من أبناء المنطقة.