تضمن محضر اجتماع وزارة الصناعة والاستثمار بالشريكين الجزائري، ممثلا في المدير العام لسيدار، والهندي، نقطة تتعلق بالتجديد الكامل لمفحمة أرسيلور ميتال وليس ترميمها، الأمر الذي اعتبرته النقابة مكسبا فاق توقعاتها· من جانب آخر وافقت كافة الأطراف، التي اجتمعت بمقر هولدينغ الحديد والصلب بحيدرة في العاصمة، على ترميم الفرن العالي رقم 2 وورشة تحضير المواد الأولية، علما أن وزارة الاستثمار ستتحمل 30 بالمائة من مستحقات تجديد مفحمة ''التوكويك''، التي تشغل 300 عامل، وسيتبع هذا الاجتماع باجتماعات أخرى بمشاركة الوكالة الوطنية للاستثمارات والبنوك، تنعقد لاحقا لتسطير محاور الاستثمار بمختلف فروعها ومتطلباتها المالية والإدارية، كما تزامنت عودة 7200 عامل لمناصب عملهم، امتثالا لقرار محكمة الحجار، التي اعتبرت الإضراب غير قانوني يستوجب العدول عنه، مع إرسال الوزارة الوصية لمحضر الاجتماع الذي هللت النقابة له واعتبرته انتصارا مستحقا لها، يقول بشأنه الأمين العام لنقابة أرسيلور ميتال إنه تمكن من معالجة مشاكل 30 سنة خلال 5 أشهر، في إشارة إلى وفائه بكل الوعود التي قطعها على نفسه للعمال غداة انتخابه أمينا عاما على رأس النقابة، كما أن الإضراب الذي كلف مركب الحديد والصلب أزيد من 11 مليون دولار خسائر، يكون - حسب ذات المتحدث - قد مكن من فتح حوار وطني حول الاستثمار والاقتصاد من جهة، ومتابعة لكافة المشاريع الاستثمارية من جهة أخرى· كما أنه، والى حد الآن، تكون هذه المعركة قد مكنت من التغلب على ما أسماه المافيا السياسية والاقتصادية، التي كانت تسعى إلى عرقلة مساعي إدراج المركب ضمن برنامج الاستثمار، وفي هذا السياق أضاف إسماعيل قوادرية أن المعركة لازالت متواصلة بخصوص تحسين ظروف العمل بالمركب، خاصة أصحاب المهن الأساسية، إلى جانب تنظيم الهياكل القاعدية للمركب· جدير بالذكر، أن ثبات مركب الحجار بعنابة أمام محاولات الغلق وتسريح العمال سابقة إيجابية في الجزائر لم تشاركها فيه مصانع تابعة لسلسلة أرسيلور ميتال عبر عدة دول في العالم مثل البرازيل، أوكرانيا، فنزيولا وغيرها، والتي شهدت مؤخرا غلقا لوحداتها الإنتاجية وتسريح أزيد من 500 عامل في كل بلد، مع العلم أن استثمارات أرسيلور ميتال منتشرة عبر 60 دولة، كما أن إدراج مركب الحجار في إطار برنامج الاستثمار خلال المخطط الخماسي القادم، سيطرح عدة تساؤلات تخص تجديد عقد الشراكة وكيفية التعامل مع الشريك الهندي، الذي سجلت عليه عدة تجاوزات خطيرة كانت النقابة الحالية قد كشفت الستار عنها·