وتعود أسباب ظهور هذه الحيوانات الضارة والأمراض الفتاكة إلى الأوساخ والبرك الأسنة الناتجة عن ظاهرة صعود المياه، والتي ترمي بها حتى الجيف والأعشاب الضارة أو ما يعرف محليا "بالديس" وبعض القاذورات التي يتخلص منها التجار وأصحاب المطاعم المجاورة. ويتخوف سكان الولاية أن يؤدي هذا الوضع إلى ظهور أمراض خطيرة تهدد الصحة العمومية للسكان، سيما الأحياء المجاورة لهذه الأسواق، وأفصح بعض باعة الفول السوداني والتمور بسوق "ليبيا" بالولاية أنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء حيال توالد الجرذان والطوب الذي أصبح مرافقا لهم داخل وخارج محلاتهم، ولم تنفع معه لا المبيدات والأدوية الكيميائية التقليدية بالنظر إلى كثرته. وتتنقل هذه الجرذان بين سوق التمور وسوق الماشية والخضر نتيجة وجود الوسط لتكاثرها وتوالدها ، وهو ما دفع المستهلكين والمترددين على هذه الأسواق للتعبير عن الخطورة المباشرة التي تشكلها هذه الجرذان على الصحة في حال تعرضهم إلى عضة منها، خاصة وأنها جعلت من الأوكار والبرك الملوثة أعشاشا لها كما هو الحال أيضا في أكبر بركة متلوثة بالمياه القذرة في مدينة الوادي ، هذه البركة المليئة بالقاذورات والأوساخ والأعشاب الضارة وتعيش بها الجرذان، كانت إلى وقت قريب مكان مفضل للخنازير توجد على الجهة الشرقية لعاصمة الولاية بالقرب من حي سيدي مستور المنكوب وبمحاذاة حي الشط ، وهو ما يتطلب تدخل الجهات المختصة لقتل هذه الحيوانات القاتلة في أعشاشها حتى لا تتفاقم الظاهرة . نفس الوضعية المزرية تعيشها الأسواق الشعبية بوسط المدينة حيث تشكل الأوساخ والحجارة وما يرمى من عظام الذبائح مظهرا بارزا لها في ظل انعدام تهيئة فورية من شانها تجنيب المواطنين سواء المستهلكين أو سكان الأحياء المجاورة للأسواق مخاطر محتملة على صحتهم العمومية ، وقد حذر العديد من الأطباء والجهات المختصة من الخطر الداهم الذي يمكن ان تسببه الجرذان والأوساخ من أوبئة قد تكون كارثية على صحة السكان في حال حدوثها ما لم تسارع السلطات إلى التدخل الفوري لمعالجتها الوضعية الخطيرة التي تشكل قلقا حقيقيا لدى السكان ..