شخصية هادئة.. تاجه التواضع.. صوت منفرد.. يجمع بين عدة مواهب.. حيث يعد فنانا تشكيليا كاتب كلمات ملحنا عازفا على آلة السانتيتيزور.. ومغني.. صاحب مشوار فني طويل عمره 22 سنة من العطاء في خدمة الأغنية الشاوية، مما سمح له التربع على عرشها بلقب عميد الأغنية الشاوية.. إنه المطرب عيسى براهيمي. هذا الأخير زارته "الفجر" في مقر عمله كمدير دار الشباب وادي الماء باتنة فكان هذا الحوار: الفجر: 22 سنة تمر على نقطة البداية فهل تذكرنا بها؟ ++ عيسى براهيمي: فعلا فالبداية كانت عام 1985 وهذا بعد عودتي من ولاية بجاية أين كنت أدرب بها مادة النشاط الثقافي، هناك تعلمت العزف على آلتي الفيتارة والإيقاع.. وواصلت التدريس في نفس المادة ببلدية واد الماء ( موطني الأصلي) أين صادفت الموهبة لدى بعض الطلبة أمثال المطرب الشاوي ماسينيسا وتمكنا من إنشاء فرقة عصرية شاوية تدعى فرقة أمناي التي تشرفنا بها بالمشاركة في أول افتتاح لمهرجان عيسى الجرموني.. وفي عام 1987 استطعنا تسجيل أول شريط الذي يعد الشعلة الأولى.. بعدها جاء الطلاق بيني وبين أعضاء الفرقة. الفجر: لكن لماذا الطلاق؟ ++ عيسى براهيمي: في الحقيقة الإنفصال كان بمحض إرادتي وهذا لأني أحبذ أن أكون حرا في أفكاري ولا أستطيع فرض رأي على الآخرين. الفجر: وجوه عديدة مرت على باب إمارتك الفنية.. فهل يمكن ذكرها؟ ++ عيسى براهيمي: صحيح هناك عدة فنانين لهم المكانة في الفن الجزائري اليوم، وأفتخر بذلك، قدمت لهم يد المساعدة من حيث الكلمات والألحان، وبعض التوجيهات.. وأذكر على سبيل المثال: ماسينيسا، كاتشو، حسان دادي، ماسيليا، علاوة طوطو، وهشام الأوراسي. الفجر: الجميع يشهد أن سر نجاح أشرطتك يعود بالدرجة الأولى للموضوع.. فهل هذا صحيح؟ ++ عيسى براهيمي: بالتأكيد فالموضوع هو العمود الفقري للشريط، كما لاتنس أنني أركز على الكلمة النظيفة، أضف إلى التوزيع الموسيقي الجيد.. هذه كلها عوامل تساهم في نجاح الشريط . الفجر: كم شريطا جنيت من مشوار فني طويل؟ ++ عيسى براهيمي: عندي ستة أشرطة في السوق أذكر منها: الشريط الأول في عام 1991بعنوان إيفراسن (المقتحمون) الشريط الثاني في عام 1992 بعنوان أمناي ( الفارس ) الشريط الثالث في عام 1993 بعنوان أنصن آثسيرث (المطحنة) الشريط الرابعة في عامة 1995 بعنوان ماشي هاما ( عن العشرية السوادء) شريط خامس عام1997 الشريط السادس في عام 2004 بعنوان شمر، شمر والشريط السابع سيكون في السوق عن قريب، علما أن كل الأشرطة من كلماتي وألحاني.. وجميعها كانت ناجحة حسب المبيعات وطلب الجمهور. الفجر: يقال إن الشريط الأخير هو الأحسن.. فهل تحدثنا عن مضمونه؟ ++ عيسى براهيمي: هذا يبقى حسب المقربين الذين أثق بهم، لكن الحكم الأخير يعود للجمهور، وربما أشاركهم الرأي لأن هذا الألبوم جاء بعد فترة فراغ تعدت أربع سنوات أين سهلت عليّ مهمة البحث والتحضير بتريث وتركيز، والحمد لله جاء غنيا ومتنوعا بالمواضيع الهادفة، إضافة للتنوع في الإيقاع.. حيث أدخلت لأول مرة إيقاعات جديدة كالحوزي والهندي، الخ.. وهو يحمل 08 أغاني أوشن أملال ( الذئب الأبيض) بريتم كلاسيكي هادئ يسرد وقائع قصة ذئب يحتضر في قلب الغابة يحاور باقي الحيوانات في لحظة الوادع فيبكي الغلابة الذين كان يحميهم ويفرح الأعداء، والذئب الأبيض هو ذلك الرجل الشاوي القوي الذي دافع على عرش الشاوية. أهلا تشايرفازن ( أين الرجال) بريتم ترفي: أعاير فيه من يسب الشاوية التي تعتبر ثقافة وتاريخ نعتز بها اليوم وفي المستقبل ايطيارن حيلن (الطيور تغادر العش) بريتم فلامينكو، وهي تتحدث عن مأساة ومعاناة الوالدين تجاه أبنائهم في الوقت الحاضر. ثسقسيذ فلا ( تسأل عني) بريتم هندي: وهي تصور إنسان يعيده التاريخ إلى أيام زمانه وعودة الذكريات للواجهة لكن بدون فائدة ولايجني إلا العذاب، إضافة إلى أغنية للأفراح بعنوان أياد أياد أتمكثيغ ( أتذكر) بريتم دوزي، أويشاروش أولينغ ( قلبي لم يستأذنني) بريتم تونسي، وأخيرا بركاي بركاي بريتم رايوي، علما أن التسجيل كان في استوديو universtar للصالح برغوث بالعلمة. الفجر: كيف ترى مستقبل الأغنية الشاوية؟ ++ عيسى براهيمي: في الحقيقة الأغنية الشاوية انهارت على عكس ما كانت عليه في بداية التسعينيات، وهذا نظرا لتغلب الجانب المادي بحجة أن الأغنية الشاوية لا تتعدى حدود الأوراس، في حين الغناء بالعربية يشهر الفنان وطنيا.. لكن أنا أنفي ذلك وأبرر نفسي بالأغنية القبائلية فهي تعدت الوطن، وها هي في العالمية عن طريق إيدير، وتاكفاريناس، وغيرهم. الفجر: التلفزيون يلعب دورا في الإشهار للفنان، فهل نلت نصيبك من ذلك؟ ++ عيسى براهيمي: أقول نوعا ما.. فقد تشرفت بحضور أكثر من 10 حصص أذكر منها "ثامورثنغ"، "صباح الخير" إلخ، لكن هذا لا يكفي لأن الحصص التلفزيونية تمر مرة واحدة ثم ترمى في الأرشيف، على عكس الكليب فهو يبقى يبث على طول وأينما تتيح الفرصة. وبالمناسبة لدي كليب واحد فقط. الفجر: كلمة نختم بها لقاءنا الشيق؟ ++ عيسى براهيمي: أشكركم كثيرا على الزيارة، كما أتمنى لصحيفة "الفجر" التألق الدائم في خدمة الفن. كما لا أفوت الفرصة لكي أشكر كل عمال إذاعة باتنة على المجهودات الجبارة المبذولة في السهر على إنعاش الأغنية الشاوية بكل الوسائل ونشر الثقافة الأوراسية إلى أبعد الحدود الممكنة.