نقائص القطاع التي لم يخفها مدير شؤون الدينية بالوادي، إبراهيم يحي، في لقائه مع " الفجر" أرجعها إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة وتركيبتها الداخلية التي تشتهر بالتوالد الكبير والرهيب للمساجد، حيث تحتوي الولاية على 448 مسجدا يؤطرهم 481 مؤطر موزعين عن 118 إمام مدرس 129 معلم قرآن و16 إمام أستاذ و36 مؤذن و107 قيم. ومن المستحيل حسبه إيجاد العدد الكامل للمشرفين على المساجد ما يجعلهم مضطرين الى إعطاء كل مسجد موظف واحد فقط، قصد مسح جميع بيوت العبادة بولاية الوادي. وفي هذا الإطار، كشف المدير أن قطاعه يحتوي بالإضافة إلى ما سبق على 09 مدارس قرآنية، تخرج سنويا عشرات من حفظة كتاب الله الذين شرف البعض منهم الولاية في مختلف المسابقات الوطنية والدولية لحفظ وترتيل القرآن الكريم، كان آخرها المشاركة المميزة للمقرئ "عبد الفتاح احميداتو" في مسابقة فرسان القرآن الكريم التي نظمها التلفزيون الجزائري معية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. مضيفا ان قطاعه يعاني حقيقة من نقص التأطير حيث يضطر في كل مرة للاستعانة بالمتطوعين الذين يسدون العجز المسجل لدعم واستخلاف المساجد، حيث منحت مصالحه هذه السنة حوالي 100 رخصة للمتطوعين . وأبرز المتحدث أن ولاية الوادي تعرف توسعا وانتشارا كبيرا للمساجد من سنة لأخرى مقارنة بالولايات الأخرى إذ أن بعض الولايات المجاورة لا تتوفر على هذا العدد الذي يقارب 450 مسجدا، مما جعل مصالحه في كل مرة عاجزة عن تغطية العجز إلا بالاستعانة بالمتطوعين، علما أن الحصة التي تمنحها الوزارة المعنية من المناصب تبقى بعيدة عن احتياجات القطاع بالولاية، وفي هذا الشأن إستعانت المديرية مؤخرا بالمناصب المقدمة ضمن برنامج الإدماج المهني قصد توظيف أعوان أئمة من حاملي الشهادت لسد هذه الثغرات، غير أن الإشكالية المطروحة هي نقص التكوين بالنسبة لهذه الفئة من خريجي الجامعات. أما عن مستوى ودور المدارس القرآنية، فيرى المتحدث أنه مشرّف، بحيث أن المدارس القرآنية التسع التي هي تحت وصاية قطاعه ومدرسة "البيان" الخاصة لتحفيظ القرآن يحققون نتائج باهرة في تحفيظ كتاب الله للناشئة، حيث يتخرج سنويا العشرات من حفظة كتاب الله ويتم تكريمهم في مختلف المناسبات الدينية كليلة القدر المباركة والمولد النبوي الشريف. هذابالإضافة إلى أن العملية ذاتها تتم عبر جميع مساجد الولاية، مما يؤكد أن الذين يحفظون كتاب الله كل سنة يقدر بالعشرات. ولعل أهم عمل تقوم به مصالحه، يضيف ذات المسؤول، هو الاهتمام بتحفيظ القرآن للعنصر النسوي، والذي أعطى نتائج باهرة جعل الوزارة في السنوات تمنح مناصب معلمات قرآن ل 07 فتيات بثلاث المدارس قرآنية ب"الرباح" وأخرى ب"الزقم" بلدية حساني عبد الكريم و واحدة ب"البياضة". وقد أعطت هذه العملية نتائج حسنة جعلت مصالحه توفر كل الإمكانيات لإنجاحها، وفي مجال مسابقات القرآنية ذكر أن مصالحه أعدت هذه السنة مسابقة لحفظ كتاب الله كله ونصفه ل 48 متنافسا يمثلون المدارس القرآنية المتواجدة بالولاية تأهل منهم للأدوار النهائية 09 متسابقين، بالإضافة إلى مشاركات دولية بمصر وليبيا لمتسابقين آخرين من الولاية، خصوصا ما تعلق بالمتسابقة عفاف مكاوي والمتسابق قريشة من مدرسة البيان الخاصة لتحفيظ كتاب الله.