أول ما يشد انتباهك وأنت تدخل إقليم ولاية الوادي كثرة مساجدها ومصليّاتها، فقلّما تجد حيا أو قرية بدون ثلاثة أو أربعة مساجد حتى أنه أصبح لكل عائلة مسجد في بعض القرى! وباتت ولاية الوادي تُعرف بكثرة بناء المساجد التي وصلت إلى 456، منها المكتملة ومنها ما هو في طور الإنجاز. لكن العائق الأكبر الذي يواجه هذه المساجد هو التأطير فغالبيتها يشرف عليها أئمة متطوعون. أفرزت مشكلة التأطير أزمة حقيقية في بعض المساجد وهو ما دفع بالسلطات الوصية إلى التفكير في تشييد المركز الثقافي الإسلامي الذي شرع في إنجازه منذ ثلاثة أشهر تقريبا، ويعتبر من أكبر المعالم الدينية على مستوى الجنوب الشرقي والذي سيحل مشكل التأطير الذي تعاني منه معظم مساجد الولاية. وفي هذا السّياق، أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الوادي ل”الفجر” أن هذا المشروع الضخم رصد لإنجازه حوالي 17.5 مليار سنتيم، إلاّ أن هذا المبلغ – حسبه - يحتمل أن يكون غير كاف نتيجة احتواء المشروع على عدّة مرافق هامة كدار للمعلم وقاعة للتدريس وملعب “ماتيكوا” ومصلى ضخم يسع لألف مصلي، وهو الأمر الذي تطلب تدخل والي الولاية لرفع قيمة الغلاف المالي المخصص لإنجاز هذا المشروع إلى 30 مليار سنتيم لهذا المعلم المنجز بحي 19 مارس. وسيسمح هذا المركز - حسب ذات المسؤول- بنقل الخطاب الديني الصحيح والمنهجي في المناطق المعروفة بولائها الديني ويكون إشعاع للمنطقة المعروفة بكثرة المساجد وقلة تأطيرها بالشكل الكافي، من خلال برمجة الدورات التكوينية المتخصصة لصالح الأئمة بمختلف رتبهم والتي ستحسن دون شك من أداء الأئمة على مستوى مساجد الولاية، مشيرا إلى أن الولاية تحصلت مؤخرا على 12 منصب معتمد سيتم توزيعها على الدوائر. من جهة أخرى، كشف ذات المسؤول أن مديريته قامت بإعادة الاعتبار ل 50 مسجدا بتكلفة 5 ملايير سنتيم، ترمي في مجملها إلى تحسين وضعية المساجد خاصة القديمة منها وقد أعطيت الأولوية حسبه إلى مساجد المناطق النائية. كما تحصلت حوالي 21 مسجدا على إعانات من طرف الوزارة بمبلغ 1.5 مليار سنتيم سيسلم للمساجد في الأيام القليلة القادمة. ومست عمليات الترميم حسب مدير الشؤون الدينية بالوادي، الزوايا التي لها طابع تاريخي، والتي تحصلت على إعانة مالية مقدرة ب 150 مليون سنتيم. وحول مشكل قلة المساجد التي تقام بها صلاة الجمعة التي تثار بين الحين والآخر من طرف سكان المنطقة، أشار ذات المتحدث إلى أن مصالحه أحصت حوالي 318 مسجدا تقام به صلاة الجمعة و166 مسجد محلي و30 أخرى مشروع دراسة. وفي نفس الوقت أحصت المديرية حوالي 09 مدارس قرآنية معتمدة خارج إطار كتّاب المسجد، 213 قسما لتعليم القرآن، 12 زاوية، 515 جمعية، منها 288 معتمدة. أمّا عن الخلافات التي تظهر من حين لآخر ببعض المساجد بين الجمعيّات والأئمة، فأوضح مدير الشؤون الدينية أن دور الجمعيات داخل المساجد يحدّده التّنظيم ويكمن في البناء والتّرميم لما هو موجود والمساهمة في النشاط الثقافي تحت إشراف الإمام ومسؤوليته، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحل محل الإمام أو التدخل في تسيير المسجد، بحيث يكون عملها خيري تطوعي مكمل فقط لدور الإمام. أما عن الآفاق المستقبلية لقطاعه، فأوضح مسؤول قطاع الشؤون الدينية بولاية الوادي أنه اقترح عدة مشاريع على السلطات الولائية وكذا الوزارة الوصية، على غرار تجهيز مكاتب المعتمدين ودراسة وإنجاز وتجهيز مدارس قرآنية وسكنات للأئمة في البلديات، لا سيما النائية مع دراسة طلب إنجاز دار الإمام وذلك لاحتضان الندوات والملتقيات الكبيرة ويكون بها مركز للتربص والتّكوين.