حذر الدكتور بوعلاق، رئيس جمعية مرضى التهاب الكبد الفيروسي، أمس، من ارتفاع عدد المصابين بالمرض إلى 12 بالمائة من نوع فيروس "ب"، وبما يقارب 3 بالمائة بفيروس "س"، في ظل غياب استراتيجية وطنية محكمة للتكفل بالمرضى، وعدم تحكم الأطباء في عمليات زرع الكبد وغلاء تكاليفها. أكد الدكتور عبد الحميد بوعلاق، في ندوة صحفية، بحضور بعض نواب البرلمان، بنزل السفير، بمناسبة الذكرى السادسة لتأسيس جمعية مرضى التهاب الكبد الفيروسي، أن عدد المرضى يتزايد من سنة إلى أخرى، وهو يمثل 12 مرة عدد المصابين بداء السيدا، بالرغم من المجهودات التي تقوم بها وزارة الصحة، إلا أنها غير كافية، مضيفا أن أهم العراقيل والمشاكل في الميدان، تتمثل خاصة في نقص المختصين وضعف التكوين، لاسيما يتعلق بعمليات زرع الكبد التي لا تزال في خبر كان ببلادنا، حيث تجرى 5 عمليات على الأكثر في العام، في حين قوائم المرضى تحمل المليون ونصف المليون مصاب. وفي ذات السياق، أوضح البروفيسور "دبزي" أن الخبراء الأجانب مستعدون للمجيء إلى الجزائر للقيام بعمليات زرع الكبد وتكوين الأطباء، إلا أنه ينبغي على وزارة الصحة تهيئة الأرضية اللازمة لاستقبالهم وتسهيل مهامهم، مشيرا إلى أن ذلك يخفف كثيرا على المرضى عناء التنقل إلى الخارج، خاصة وأن تكاليف العلاج هناك تفوق 2 مليار سنتيم. ومن جهة أخرى، أضاف ذات المتحدث أن مرضى التهاب الكبد الفيروسي يتوزعون على حوالي 6 مراكز على المستوى الوطني، إلا أنهم يتنقلون من مختلف الولايات الداخلية، خاصة من الجنوب، لإجراء فحوصات ضرورية في المستشفى الجامعي باستور، وهي صعوبات تزيد من حدة المرض، مشيرا إلى أن نقص تكوين الأطباء في مختلف ولايات الوطن يجعلهم يقعون في أخطاء طبية، ولا يتم العلاج على أحسن وجه. أما فيما يخص طريقة العلاج، فأكد الدكتور دبزي أنها تتم عن طريق الحقن فيما يتعلق بفيروس "ب"، أما الفيروس "س" فيكون عن طريق تناول أدوية تشفي 50 بالمائة من المرضى، أما تكلفة علاجه فتقدر ب140 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي لا يتمكن المرضى قليلو الدخل من توفيره. وأشار الدكتور بن أشنهو في تدخله إلى أن غياب النظافة في المستشفيات من أسباب انتشار المرض، وكذلك لامبالاة الأطباء وعمال الشبه الطبي من جهة، خاصة مع وجود فراغ قانوني يجبرهم على الالتزام بقواعد النظافة، وقلة وسائل التعقيم من جهة أخرى، حيث لا تتوفر المستشفيات الجزائرية على أبسط مستلزمات النظافة والتطهير كالقفازات.