في وقت يبقى تسويق الأدوية الجنيسة رهين قرارات الوزارة كشف رئيس الجمعية الوطنية للالتهاب الكبدي، بوعلاق عبد الحميد، أن قرابة 1000 مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي مهددون بالموت بسبب انقطاع 3 انواع من الادوية الأساسية الموجهة لهم بصيدليات المستشفيات، والمتمثلة في "لانتكافير وانترفيرون بيفلي" الخاصين بالمصابين بفيروس الالتهاب الكبدي من نوع "س"، ودواء "لا توفوفير" الموجه إلى المصابين بفيروس "ب". مشيرا الى ان هذه الادوية باهظة الثمن وغير مؤمنة. وارجع بوعلاق، امس، سبب انقطاع الأدوية الى عدم وجود استراتيجية واضحة للتكفل بالمرضى من خلال وضع برنامج تقديري من قبل الصيدليات فيما يخص عملية تخزين كافة انواع الادوية وعدم انتظار نفادها، في الوقت الذي يؤكد ذات المتحدث توفر ادوية جنيسة يقل سعرها بنحو 60 بالمائة عن الادوية الحالية، الا ان وزارة الصحة لم تعتمدها بعد ولا يزال تسويقها بالجزائر حبيس الادراج ، حيث ستوفر الادوية الجنيسة على المريض اللجوء لاقتناء الادوية الباهظة غير المؤمنة في حال انقطاعها بصيدليات المستشفيات. يحدث هذا – حسبه - في ظل غياب شبه تام لعمليات زرع الكبد في الجزائر، حيث تم تسجيل 28 زراعة كبد منذ سنة 2005 الى يومنا هذا وبمعدل 4 الى 5 عمليات سنويا. مشيرا إلى ان جل العمليات لم تتم بالتنسيق مع وزارة الصحة، بل بفضل مجهودات فردية لأحد الجراحين الجزائريين مقيم بفرنسا. وقد قدر محدثنا ثمن عملية زرع كبد بالخارج بملياري سنتيم. وفي هذا الشان كشف بوعلاق ان الجمعية بصدد اعداد برنامج يتمثل في حملة تحسيسية تدعو المواطنين إلى التبرع بالاعضاء من الموتى. وطالب رئيس الجمعية خلال اليوم التحسيسي الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي بفندق السفير بالعاصمة، وزارة الصحة، إعطاء الآجال الكافية لجراحي الأسنان لاقتناء جهاز "الاوتوكلاف" الخاص بتعقيم الأدوات المستخدمة في جراحة الأسنان، وذلك لتجنب وتفادي النتائج السلبية من ناحية النوعية، ومن أجل تكوين الجراحين فيما يخص الاستعمال الاحسن لهذا الجهاز. من جهته، أكد المسؤول عن برنامج مكافحة التهاب الكبد الفيروسي على مستوى وزارة الصحة، طرفاني يوسف، أن الوزارة سطرت برنامجا تمثل في اقتناء 10 آلاف جهاز اوتوكلاف تم توزيع 3000 منها على مختلف المؤسسات الاستشفائية خلال السداسي الاول من السنة الجارية، فيما سيتم توفير 3000 جهاز آخر خلال السداسي القادم، إضافة الى تدعيم المراكز الخاصة بالكشف عن المرض التابعة لمعهد باستور ب 17 مركزا على المستوى الوطني ليصبح العدد الاجمالي للمراكز 19 مركزا. كما أضاف ذات المتحدث ان الوزارة سطرت برنامجا يمتد من سنة 2010 الى غاية 2014 يسمح بتدعيم عملية الكشف عن المرض، وكذا الوقوف على واقعه بالجزائر بهدف تقليص عدد حالات الإصابة بمرض الالتهاب الفيروسي، وذلك – حسبه - عن طريق الوقاية في الاوساط الاستشفائية وتجهيزها بأحدث الوسائل مما يسمح لها بتقديم خدمات تواكب المعايير العالمية. كما دعا كافة المختصين، الى ضرورة مرافق المريض نفسيا قبل وأثناء وبعد العلاج، إلى جانب توفير عامل النظافة بكل المؤسسات الاستشفائية والذي يعتبر من بين عوامل الإصابة بالفيروس. وتجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي الذي حمل هذه السنة شعار "هل أنا رقم 12؟" جاء في ظروف خاصة، حيث تعتزم منظمة الصحة العالمية دراسة اللائحة المقدمة من قبل التحالف العالمي ضد مرض التهاب الكبد الفيروسي بجنيف (سويسرا)، والتي تعد الجزائر عضوا فيها، حيث أن 500 مليون شخص مصابون عبر العالم من بينهم مليون ونصف مليون جزائري ينتظرون قرار المنظمة الذي سيخرج بتوصيات تشمل الوقاية والكشف والتكفل بالمصابين.