أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، مساء أمس، على وضع حجر الأساس لبناء مسجد "غزة" بحي سفنجة بأعالي تيليملي ببلدية الجزائر الوسطى، الذي سيقام على أنقاض مصلى الفرقان الذي تعرض لانهيارات وتصدعات عميقة، تعبيرا من الجزائر عن تضامنها مع القضية الفلسطينية العادلة ومعاناة سكان غزة من محرقة الصهاينة. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف إن هذا المسجد الذي أطلق عليه "مسجد غزة" يحمل في طياته رموز التضامن والتآخي مع الغزاويين، كما أنه بمثابة منبر ووسيلة للتنديد والاستنكار مما تقترفه إسرائيل في حق أراضي وسكان فلسطين من مجازر وحشية. من جهته، أشاد سفير دولة فلسطينبالجزائر، محمد الحوراني، بهذه المبادرة الطيبة التي تعبر عن تآزر وتعاضد الجزائريين مع إخوانهم بغزة الجريحة اليوم، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني حاليا لا يزال يقاوم الهمجية الصهيونية في ظل عمليات التهديم الكلي التي طالت 12 مسجدا بغزة لحد الساعة، من ضمن 20 مسجدا تعرضت لأضرار متفاوتة بدعوى لجوء عناصر المقاومة إليه، كما أن هذه الهبة الجماهيرية الحاضرة اليوم، تحمل معنى رمزيا، وهو أن الشعب الجزائري يعبر عن تعاطفه مع غزة، وهذا الأمر ليس بالغريب عن شعب البطولة والفداء. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن طاقة استيعاب هذا المسجد تقدر ب952 شخص، كما أن فترة إنجازه حددت ب 18 شهرا، حيث أنه سيتكون من طابقين وجناحين، أحدهما سيتم تخصيصه للرجال والآخر للنساء، ناهيك عن قاعة متعددة الخدمات، وأخرى لتقديم الدروس القرآنية، فضلا عن تركيبته العمرانية التي ستتخللها لمسات عصرية، تماشيا مع الطابع العمراني لحي سفنجة. وسجلت عملية وضع حجر الأساس حضور كل من ممثلي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلى رأسهم المشرف العام على ميراث السنة، حمداش زيراوي، والقائد العام للكشافة الإسلامية، نور الدين بن براهم، ورئيس اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوي، محمد العماري، وأعضاء لجنة المسجد، فضلا عن السلطات المحلية وفي مقدمتهم رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى، الطيب زيتوني، الذي أكد في تصريح خص به "الفجر"، أن ميزانية بناء هذا المسجد ستكون على عاتق مصالحه، علما أنها قدرت بأزيد من 82 مليون دينار.