عكس لهجة التفاؤل التي سارعت الفضائيات إلى بثها، على أن قمة الكويت نجحت في رأب الصدع بين الفرقاء العرب، وهلّلت لما أسمته بالمصالحة بين مصر وقطر وسوريا والسعودية في جلسة مغلقة إثر افتتاح القمة، ذكرت مصادر تابعت أشغال القمة بتفاصيلها، أن صراعا بدا جليا بين بعض القادة، وبدت على الوجوه نظرات تنم عما في الصدور، إذ لم يتمالك رئيس القمة السابق، بشار الأسد، نفسه ورفع يده مشيرا إلى الأمير، يطلب منه أن يقطع خطاب محمود عباس لأنه لم يمثل أحدا وأن ولايته على رأس السلطة الفلسطينية قد انتهت. لكن لحسن حظ المضيف أن مشكلا تقنيا وقع لحظتها ولم يسمع المتتبعون على المباشر لأشغال القمة الكلمات التي تلفظ بها الرئيس السوري. من جهته لم يشكر الرئيس المصري حسني مبارك، في الكلمة التي ألقاها خلال القمة، الرئيس بشار الأسد الذي هو الرئيس الدوري للقمة واكتفى بتوجيه الشكر إلى أمير الكويت فقط، وهو ما تسبب في حالة توتر للرئيس السوري، لاحظها أمير الكويت الشيخ الصباح فقام من مجلسه وذهب نحو مبارك، همس في أذنه ثم سلم عليه. وقالت مصادرنا إن الأمير يكون قد طلب من مبارك أن يصحح الوضع، لكن هذا الأخير رفض وأنهى كلمته دون أن يشكر الأسد، وغادر بعدها الجلسة لبضعة دقائق ثم عاد إلى القاعة. أما عن جلسة الصلح التي جمعت الزعماء الأربعة المذكورين آنفا، فقالت مصادرنا إنها لم تبدد حقيقة الخلافات، ولم تتجاوز كونها هدية لدولة الكويت التي سعت بكل جهد ووفرت كل الشروط لإنجاح القمة التي كادت ألا تعقد في بحر الخلافات التي سبقتها. وكان الإقرار بأن قمة الكويت هي قمة لم الشمل يخلو من الصحة، لأنها لم تحقق النجاح المأمول وانتهت دون الوصول إلى بيان ختامي يؤكد لحمة الصف العربي، واكتفى الأمين العام للجامعة بقراءة بيان ضعيف لا يرقى إلى مستوى الأمنيات التي رددها قبل القمة، حتى أن وزراء الخارجية لم يتفقوا على إدراج توصيات قمة الدوحة في إعلان الكويت ومنها على الخصوص الإقرار بفشل عملية السلام العربية، وقطع العلاقات بين البلدان العربية وإسرائيل، لأن مصر رفضت ذلك وتمسكت بالعلاقة التي تربطها بتل أبيب منذ اتفاقيات كامب دافيد، وهو ما أكدته مصر كذا مرة.