اهتزت هيئة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال"سي• آي• إي" ومعها الرأي العام في الجزائر، على وقع فضيحة أخلاقية كان بطلها مسؤولها بالجزائر العميل "أندرو واران"، 41 سنة، حيث فتح القضاء الأمريكي تحقيقا مع مسؤول مكتب الاستخبارات الأمريكية في الجزائر والمعروف برمز العميل 007، وذلك بتهمة اغتصاب سيدتين جزائريتين وتصويرهما بمقر إقامته بالجزائر العاصمة، حسب ما نقلته القناة الإخبارية الأمريكية "إي بي سي"• ونقلت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أمس، أن وقائع القضية تعود إلى الفترة الممتدة ما بين سبتمبر 2007، وفيفري 2008 حيث تقدمت السيدة الأولى، وهي جزائرية وتحمل جواز سفر ألماني، إلى مكتب ضابط البحرية بالسفارة الأمريكيةبالجزائر العاصمة، وقدمت شكوى ضد مسؤول الاستخبارات بتهمة الاغتصاب، وكذلك الأمر بالنسبة للسيدة الثانية المقيمة بإسبانيا• مع العلم أن العميل الإسلام منذ مدة وهو على اطلاع واسع بالقرآن الكريم• وقد تطابقت رواية السيدتين حول الطريقة التي استدرجهما المسؤول الأمريكي بها، حيث أنه وجه لهما دعوة إلى مقر إقامته وقدم لهما كوكتالا من المشروبات، بعدها شعرت السيدة الأولى بتعب شديد ولم تفق إلا في اليوم الموالي، حينها أدركت بأنها تعرضت لاغتصاب، ونفس الرواية قدمتها السيدة الثانية التي قالت بأنها أفاقت بعض الشيء وشاهدته عاريا، حيث قام المتهم بتصوير الضحيتين بهاتفه الخلوي وحمل بعضا من المشاهد على حاسوبه الخاص، ولم يدر بأن هذه الصور ستكون سبب جره إلى التحقيق القضائي الذي يتولاه "سكوت بانكر" المحقق من مكتب التحقيقات في الجرائم المرتكبة من طرف موظفي الدولة "دي أس أس"• ومكن أمر بتفتيش بيت المتهم بالعاصمة من الحصول على حبوب منومة موافقة لتلك التي استخدمت في تنويم الضحيتين باستعمال عصير مخدر، إضافة إلى أشرطة فيديو تظهر العميل 007، رفقة العشرات من النساء وكتيب عن كيفية إجراء التحقيقات حول الجرائم الجنسية، وصور أخرى على هاتفه الخلوي وحاسوبه الخاص• وقد سارعت السفارة الأمريكيةبالجزائر إلى تحويل المتهم إلى الولاياتالمتحدة مباشرة بعد الشكوى الثانية المودعة ضده من قبل الجزائرية المقيمة بإسبانيا، حيث فضل الدفاع عن نفسه، وحاول إنكار التهمة، وقال بأن الضحيتين كانتا في وعيهما، و تم كل شيء بإرادتهما، لكن القائم بالتحقيق "سكوت بانكر" رفض ادعاءاته وأصر على أن الاعتداءات وقعت بالفعل، حيث أكد أن التحقيق سيكون صارما والبيت الأبيض قد طلب توضيحات في القضية• من جانبه، وفي غياب مصدر رسمي من الخارجية لتوضيح الموقف الرسمي من القضية، أفادنا رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، مصطفى فاروق قسنطيني، بأن القضاء الأمريكي هو الذي يتولى متابعة المتهم على مستواه لكونه موجودا الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأكد ل "الفجر" أنه يستحسن رفع دعوى قضائية ضد المتهم لدى القضاء الأمريكي، باعتباره متشددا في الفصل في مثل هذا النوع من القضايا، وكذلك في تقديره للتعويضات المادية، حيث يكون تعويض الضحايا مناسبا لحجم الجرم المرتكب في حال الإدانة• وقال قسنطيني، في اتصال هاتفي، بأن هيئته على استعداد لمساعدة الضحايا ورفع دعوى قضائية باسمهما وباسم الدولة الجزائرية فيما لو لجأت الضحيتان إلى اللجنة التي يرأسها•