فتحت وزارتا العدل والخارجية الأمريكيتين تحقيقا حول ضابط في الاستخبارات الأمريكية ''السي آي إيه'' يدعى اندرو واران (41 سنة)، متهم باغتصاب سيدتين جزائريتين تحت تأثير مادة مخدرة، وذلك بعد دعوتهما إلى حفل بمقر إقامته بالجزائر. وكشفت محطة ''إيه.بي.سي نيوز'' التلفزيونية الأمريكية عن الواقعة، أول أمس، قائلة إن ''جرائم السلوك الشخصي لمدير المحطة يمكن أن تكون قد وقعت في بلدان أخرى أيضا بالمنطقة''. وقالت المحطة إن محققي وزارة العدل ضبطوا نحو 12 شريط فيديو تصور السلوك المنحرف للضابط، حيث ''تظهره وهو يمارس الجنس''، فيما رفضت المخابرات المركزية تأكيد الواقعة أو نفيها، وأوضح المحققون أن الضابط وضع مخدرا قويا في شراب السيدتين واعتدى عليهما بعد أن أدار كاميرا الفيديو، وقيل إن الاعتداء الجنسي وقع في شهر سبتمبر 2007 وفيفري .2008 وحسب المعلومات التي تداولتها عديد المصادر الإعلامية الأمريكية أمس استنادا إلى مسؤولين كبار في الشرطة، فإن الضحيتين أدليتا شهر سبتمبر الماضي باعترافات تحت القسم، مفادها أنهما تعرضتا للاغتصاب بعد التخدير من قبل مسؤول مكتب ''سي آي إيه'' بالجزائر سالف الذكر. وفي ذات الموضوع نقلت مصادر مختلفة عن السفارة الأمريكية في الجزائر تأكيدها أن ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ''سي آي إيه'' في الجزائر، الذي اتهمته سيدتان بالاغتصاب عاد إلى واشنطن، وأن الحكومة الأمريكية تحقق في الموضوع، كما أن الوكالة تأخذ على محمل الجد أي اتهام بعمل فاحش يتورط فيه موظفوها. من جهتها، ذكرت محطة ''سي أن أن'' الأمريكية أن المحققين اكتشفوا أيضا حبوبا في منزل المسؤول حيث جرت عمليات الاغتصاب، مما عزز ما أدلت به السيدتان للقضاء.،وقال مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأمريكية إن المتهم قد أعلن اعتناقه الدين الإسلامي، وانضم إلى الوكالة قبل هجمات 11 سبتمبر ,2001 وخدم في عدة مناصب بالخارج. وفي الجزائر تتداول مصادر محلية أن السيدتين تقيمان في العاصمة وتربطهما علاقات صداقة مع المسؤول الأمني الأميركي. وأضافت أن المرأتين تقدمتا بالشكوى في فترتين زمنيتين مختلفتين إلى السفارة في العاصمة، وأخرى إلى النيابة العامة في مجلس قضاء الجزائر، إثر شكوك بأنه اغتصبهما بعد تخديرهما وسجّل العلاقة ''الجنسية'' معهما في مقر إقامة السفير الأميركي. وأفادت مصادر أخرى أن السلطات الجزائرية تلقت توضيحات من طرف أمريكا بأن ما يُزعم أنه بدر من مسؤول مكتب الاستخبارات عمل معزول، وأن واشنطن تمنت أن لا تتأثر علاقات البلدين والتعاون الأمني المتميز بهذا العمل الذي لا تتحمل مسؤوليته مباشرة وكالة الاستخبارات المركزية.