عبرت، أمس، ثلاث جمعيات لمجاهدي ثورة التحرير عن امتعاضها من التهميش الذي تعيشه هذه الفئة من المجتمع وإبعادها من المشاركة في التكتل المساند لرئيس الجمهورية في ترشحه للرئاسيات ومحاولة تغييبها عن الساحة السياسية في هذه المرحلة بالذات، في إشارة إلى التحالف الرئاسي، الذي أسس مؤخرا التكتل المعروف ب "3 +8"• واتهم رئيس كبار معطوبي ثورة التحرير، محمد بوحفصي، في ندوة صحفية نظمت أمس بمنتدى "المجاهد" بالعاصمة، بعض الأطراف الموجودة في السلطة وبعض الشخصيات التي تدعي ولاءها ومساندتها لرئيس الجمهورية، وقال "هناك من مسك العصا من وسطها في 2004 والآن أصبحوا ضمن التكتل المساند للرئيس"• وذهب المتحدث بعيدا في اتهامه لتلك الأطراف حين أشار إلى الحادثة التي عاشها مع جماعته خلال التحضيرات لتزكية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الثانية حين قال "خلال اجتماعنا داخل ثكنة الجيش الشعبي بالبويرة لدراسة تأييدنا لرئيس الجمهورية نزل، علينا أحد الجنرالات بواسطة هيلكوبتر مع رجالاته وتم اختطافي برفقة صديق لي برتبة عقيد، وتم احتجازي لمدة ثمانية أيام واستجوابي عن سبب تدعيمي للرئيس في الرئاسيات"• وأضاف "وهم الآن في هرم السلطة، ويرفضون تواجدنا من خلال تهميشنا عن صناعة القرار، لأننا نعرف نواياهم من خلال هذه الرقصات التي تبقى من أجل قضاء مصالحهم الشخصية" • وأضاف "يحاولون التحدث باسم الرئيس في كل شيء لإثبات وجودهم، ولكن نحن موجودون بتاريخنا والرئيس منا، فلكم دينكم ولنا ديننا"• وحاول رئيس كبار معطوبي حرب التحرير الدفاع عن المجاهدين بعد أن اتهمتهم بعض الأطراف بالسيطرة على دواليب الحكم"• من جهة أخرى، استاء مصطفى بودينة، رئيس جمعية قدامى المحكوم عليهم بالإعدام، من ممارسات التحالف الرئاسي نحو هذه الجمعيات من خلال استعمال الاحتكار والضبابية في التعامل معها، ورد على هذه المعاملات في تدخله قائلا "نحن كذلك لنا من الوسائل ما يجعلنا نمارس الضبابية ضدهم وفي هرم السلطة"• وتساءل عن عدم توجيه دعوة لهذه الجمعيات للانضمام للتكتل المساند لرئيس الجمهورية ، في إشارة إلى "8+3" المتشكل من أحزاب التحالف والجمعيات، حين قال "لماذا لم يتم توجيه الدعوة لنا للتنسيق في حملة تدعيم الرئيس، هم يقولون الرئيس لنا، ونحن نقول إننا أبناء الرئيس• لقد ساندناه يوم كانت الجزائر في خراب واليوم نطالبه بمواصلة المسيرة"• وأعلن مصطفى بودينة بداية المعركة ضد دعاة المقاطعة، وقال" المعركة الآن مع الذين يتحدثون عن المقاطعة الذين تحججوا بتعديل الدستور وغياب الديمقراطية، وقد تقلدوا المسؤوليات ذات مرة وطبقوا اللاديمقراطية، والآن يتحدثون عن الديمقراطية الأمريكية"• وأشار في ذات السياق إلى بعض الوزراء السابقين، وقال "يحاولون محاسبة الرئيس عن نتائج برنامجه، وهم الذين قاموا بحل الشركات الوطنية وغلق المصانع بحجة الإفلاس، وقد نجدهم الآن في الصف الأول من المسيرات الغاضبة، وهو ما يظهر مستواهم وعدم قدرتهم على ممارسة المسؤولية، ونجد أحد هؤلاء في بريطانيا"• وعن المسيرات الغاضبة التي أصبحت وسيلة للتعبير، اعترف المتحدث بغياب الحوار بين الجميع، وحذر من استغلال بعض الجهات لحالة الغضب لدى الشباب لقضاء مصالحهم• وأشاد محمد أكلي بن يونس، رئيس فيدرالية الأفالان في فرنسا خلال حرب التحرير بمجهودات رئيس الجمهورية خلال العهدتين السابقتين، وذكر بالواجب الوطني في تدعيم عبد العزيز بوتفليقة لعهدة أخرى، وعلق المتحدث يقول "نحن أقلية في الوطن، ولكن لنا من القيمة ما يجعلنا نؤثر"• وعن المقاطعين للرئاسيات وعزوفهم عن ممارسة السياسة، سخر محمد بن يونس منهم وقال في تدخله "هذه الأحزاب لم يعد لها مكان بيننا، لذا فالدخول إلى جهاز التبريد لتجميد نفسها أحسن موقع لها، ونحن ننتظر ظهورها في يوم من الأيام"•