آجال مواعيد العلاج الإشعاعي لا تتجاوز الشهر ماعدا سرطان الثدي رغم التنصيب الفعلي للجنة القائمة على تسيير المخطط الوطني لمكافحة السرطان، منذ أكثر من عام. ورغم وضع صندوق خاص بالسرطان، يبقى التكفل بملف العلاج الإشعاعي، وهو الأساس، يشهد نقائص بالجملة تفسرها حالات المرضى عبر الولايات. واقع شرّحه، أمس، وزير الصحة بوضياف أمام الحكومة، مؤكدا رغم ذلك، بأن الجزائر "تحترم المعايير الدولية المعمول بها في إطار آجال العلاج الإشعاعي التي لا تتجاوز الشهر". موت محتم لمرضى السرطان بالجزائر بسبب سوء تسيير استفادة 3 آلاف مريض من ضمن 12 ألف من العلاج الإشعاعي تحصي الجزائر أكثر من 300 ألف مصاب بمختلف أنواع السرطان، يتطلب 12 ألف منها علاجا بالأشعة، لكن لا يستفيد من هذا العلاج سوى 3000 حالة فقط، وهو ما يمثل مريض من 4، بينما يموت سنويا آلاف المرضى بسبب عدم خضوعهم للعلاج، الذي من المفروض أن يتم مباشرة بعد الأسابيع الستة التي تلي الجراحة. يحدث هذا، في الوقت الذي يتلقى المرضى مواعيد تجاوزت ال6 أشهر. لا زال مشكل العلاج الإشعاعي الذي يعتبر أهم علاجات داء السرطان مطروحا، رغم الوعود الواهية التي تقدم بها عديد الوزراء. ففي 2009، أعلن وزير الصحة الأسبق سعيد بركات عن فتح 9 مراكز استشفائية متخصصة في علاج السرطان، لم ير معظمها النور لغاية اليوم. كما أعلن بعده خليفته ولد عباس، عن تزويد 22 مركزا لمكافحة السرطان بتجهيزات العلاج بالأشعة قبل نهاية 2014، ليبقى ذلك مجرد حبر على ورق، لأن واقع الأمور يبيّن غير ذلك. ويشار إلى أنه في الوقت الذي تحتاج نسبة 90 في المائة من عدد 300 ألف مصاب بالسرطان في الجزائر إلى علاج بالأشعة، يعرف العلاج ذاته تذبذبا في سير العلاج وتباعدا في مواعيده، علما بأن وزير القطاع عبد المالك بوضياف تعهّد مؤخرا بتقليص المواعيد ذاتها خلال الأشهر الأولى من 2016، لتصل ربما إلى أسبوع واحد من الانتظار، وهو أمر مستحيل، على الأقل في الوقت الراهن؛ والسبب طبعا كامن في سوء تسيير ملف العلاج الإشعاعي، لتبقى المواعيد القريبة في خبر كان. وقد أظهر ملف مريضة من مركز بيار وماري كوري، اطلعت عليه "الخبر"، أن التاريخ المحدد لعلاجها الإشعاعي مقرر في سبتمبر 2016، ما جعل أهلها يقررون نقلها إلى تركيا لتلقي علاجها في الوقت المناسب، وهو حال الكثير من المرضى الذين اختاروا مرغمين الاستنجاد بالمراكز الخاصة، سواء داخل الوطن أو خارجه، خاصة وأن الوضعية المزرية الناجمة عن سوء تسيير العلاج الإشعاعي بالجزائر أدت إلى ارتفاع عدد الوفيات. كما يرفض في السياق ذاته، مركز بيار وماري كوري بالعاصمة، تقديم العلاج الإشعاعي لمريضات الثدي القادمات من الولايات الأخرى غير العاصمة، ليتم إرجاعهن، وهو حال مريضات قدمن من شرق البلاد تم توجيههن من مركز قسنطينة إلى مركز بيار وماري كوري أين التقينا بهن، رغم أن ذلك يندرج ضمن خانة عدم إسعاف شخص في شدة. ماذا نعني بالعلاج الإشعاعي؟ العلاج بالأشعة هو الاستعمال الطبي للأشعة السينية كجزء من علاج السرطان والتحكم في الخلايا الخبيثة، إذ تعمل هذه الأشعة على تدمير خلايا السرطان في منطقة العلاج، وتؤثر أيضا في الخلايا السليمة التي لها ميزة إصلاح نفسها بسرعة. ولهذا السبب، فإن العلاج الإشعاعي يقسم على جلسات يومية بمعدل خمس مرات في الأسبوع. والغرض من هذا التقسيم؛ هو إعطاء الخلايا السليمة فرصة لتتعافى وتصلح نفسها، وهذا ما يساهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج. ويعتبر التخطيط أول خطوة للعلاج، إذ يضع الطبيب المعالج علامات على المنطقة المرجو علاجها، مع وضع علامات حبر على الجلد لتحديد مكان العلاج، ثم تثبيت المريض للعلاج الذي غالبا ما يستغرق أقل من 15 دقيقة، إذ لا يستغرق العلاج أكثر من 4 دقائق يوجه فيها الجهاز إلى المنطقة المراد علاجها، ويكون المريض لوحده داخل غرفة العلاج.