أعابت، أمس، حميدة كتّاب، رئيسة جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان، ما أسمته »الجمود الخطير« في التكفّل بهذا الوباء، بالرّغم من» الوعود اللامتناهية من هؤلاء وأولئك« على غرار انعدام برامج الوقاية، غياب العلاج بالأشعّة، تأخّر المواعيد الطبية لأكثر من سنتين، وانقطاع بعض أدوية العلاج الكيميائي ومهدّئات الألم، فيما أكّد البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار وماري كوري إحصاء 45 ألف إصابة جديدة بالسرطان سنويا في الجزائر، 50 بالمائة منهم يتوفّون. تصريح حميدة كتّاب، رئيسة جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان، جاء، أمس، خلال ندوة صحفية نظّمتها بمنتدى المجاهد، حول وضعية التكفل بمرضى السرطان في الجزائر، وهذا بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسرطان، المصادف ل03 فيفري من كل سنة، بحضور البروفسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار وماري كوري، والبروفسور أحمد بن ديب رئيس مصلحة الكشف عن سرطان الثدي بالمركز، إلى جانب الحركة الجمعوية الناشطة في مجال مساعدة المرضى، حيث أعابت المتحدّثة غياب حلول في الأفق »بينما نفقد مرضى كان بالإمكان إنقاذهم لو تحلّينا بأدنى شروط النّظام والتّنظيم والإسراع بالحلول«. رئيسة جمعية الأمل تحدّثت عن غياب »الملموس« في التكفّل بمرضى السّرطان، على غرار تبخّر وعود الوزراء المتتالين بتشغيل 57 آلة إشعاعية، حيث تفتقر المراكز ولو لآلة واحدة، ناهيك عن غياب العلاج بالأشعّة في المدن، رغم الإعلان عن انطلاق الخدمة على مستوى ولايات باتنة وعنّابة وسطيف منذ عام ,2010 فيما يستقبل مركز قسنطينة منذ إعادة فتحه مؤخّرا عشرة مرضى فقط في اليوم. في ذات السياق دقّت حميدة كتّاب ناقوس الخطر بشأن انعدام مراكز العلاج في آخر مراحل المرض، »رغم أنّها لا تستلزم أيّ معدّات، فقط بعض روح الإنسانية والرحمة بهؤلاء«، واقع مرّ»ترك مرضانا مكدّسون في نفس الغرف، يرى بعضهم البعض وهم يغادرون الحياة«، ناهيك عن عدم استفادة المريض من مواعيد »السنتيغرافيا والسكانير والإيارام« بسهولة، حيث تعطى المواعيد على ثلاثة أشهر، بينما سجّل، حسب المتحدّثة، غياب تام لآلات »الرّاديو« بالنّسبة للأطفال المصابين بالسرطان، فيما يعدّ مركز بيار وماري كوري، المركز الوحيد والمرجعي على المستوى الوطني. في سياق ذكرها للعراقيل التي قالت أنّها »تقضي« على مرضى السّرطان، تطرّقت حميدة كتّاب لمشكل انقطاع بعض أدوية العلاج الكيميائي ومهدّئات الألم الرّخيصة منها وغالية الثّمن، وأرجعته ل»نقص الميزانية على مستوى المستشفيات«، فيما تساءلت قائلة »هل هو سوء تنظيم أم استهتار؟ لا ندري«، أمر أكّدت أنّه انعكس سلبا على المرضى بجعل المئات منهم في قائمة الانتظار لوقت غير محدّد. استحالة القضاء على المشكل القائم في المستشفيات العمومية في آجال معقولة، اضطر المرضى، حسب المتحدّثة، إلى التوجّه نحو القطاع الخاص، ليوقعهم في مشكل عدم تعويض العلاج الإشعاعي، وفيما تعوّض أكياس »الكولوستيمي« والمهدّئات عبر بطاقة الشّفاء على مستوى الصّيدليات، إلاّ أنّها غير متواجدة بصفة دائمة. من جهته دعا البروفيسور أحمد بن ديب رئيس مصلحة الكشف عن سرطان الثدي بمركز بيار وماري كوري إلى استحداث مخطّط وطني فعلي لمكافحة السّرطان للقضاء على »المشاكل العديدة للمرضى« فيما صرّح البروفسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام السرطانية بالمركز أنّه ثمّة 45 ألف إصابة جديدة بالسرطان سنويا في الجزائر، 50 بالمائة منهم يتوفّون، وأنّ تكلفة مريض واحد تتراوح ما بين 300 إلى 500 مليون سنتيم. ممثّلو مرضى السّرطان، رفعوا مطالب إلى وزارة العمل من أجل ضمان المساواة بين الجزائريين المصابين بالسرطان، وبينهم وبين المصابين بالأمراض المزمنة من حيث التكفّل بهم في القطاع الخاص، مع التخفيف من معاناتهم.