استنكر عبد الحميد مهري،الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني،تشويه سيرة قادة الثورة بإبراز سلبياتهم دون إيجابياتهم،ودعا إلى الكف عن ذلك. وقال عبد الحميد مهري العضو السابق في الحكومة المؤقتة،في ندوة نظمتها جريدة المجاهد اليوم،بمناسبة الذكرى ال16 لرحيل العقيد امحمدي السعيد أن قادة الثورة كانوا كلهم"مخلصين"و"وطنيين". وشجب عبد الحميد مهري وهو من القلائل من أعضاء الحكومة المؤقتة الذين لا يزالون على قيد الحياة،تعرض الكثير لسيرة قادة الثورة بتركيزهم على الجوانب السلبية في مسارهم النضالي داعيا المؤرخين إلى"وضع هذه الأخطاء في سياقها التاريخي و معالجتها بطريقة موضوعية".وشارك في الندوة رفقاء السلاح للعقيد محمدي،حيث دعا هؤلاء إلى"إلقاء الضوء الكامل على سيرة جيل الثورة و الميراث الضخم والعظيم الذي تركوه و هذا للاستفادة منه لبناء المستقبل".ولم يتخلف مهري عن القول بان عظمة الثورة من عظمة رجالها،وتساءل"إن كانوا غير صالحين فكيف تغلبوا على الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية و كيف واجهوا هذه القوة العظمى". وتناول مهري إحدى الطابوهات التي تحملها الثورة الجزائرية ويتعلق الأمر بأحداث ملوزة وقال"أما فيما يخص ما يؤخذ على العقيد محمدي بصفته قائد الولاية الثالثة حول قضية التقتيل الجماعي بقرية ملوزة التي حدث في ليلة 28 إلى 29 ماي 1957 بمنطقة البويرة أكد مهري أنه"حتى و إن وقعت أخطاء فان السبب الأصلي هو المناورات الفرنسية التي حاولت التفريق بين الجزائريين و الدفع إلى التصفية بينهم والمسؤولية عن هذه الأخطاء تعود إلى مصالح المخابرات الفرنسية". وعاد مهري إلى الوراء في سياق تعامله مع قادة الثورة ومن بينهم العقيد أمحمدي أن الأخير كان رجلا وطنيا بدون أدنى شك و أن"تعاونه كضابط مع الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية كان بهدف تحرير البلاد لأن الاستعمار الفرنسي لم يترك سبيلا لتحرير الوطن إلا التعاون مع أية قوة كانت".