دعا المجاهد عبد الحميد مهري، الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى دراسة تاريخ الثورة التحريرية باعتبارها مشروعا جماعيا صنعه كل الشعب الجزائري، دون التركيز على أشخاص بذاتهم، وبالتالي الوقوع في فخ تمجيد الأشخاص على حساب تضحيات العديد من أبناء هذا الشعب، وقال مهري إن »الثورة كمشروع عظيمة، وعظمتها تترجم عظمة الشعب الذي احتضنها«. أوعز عضو الحكومة المؤقتة عبد الحميد مهري، الفضل في نجاح الثورة التحريرية »إلى الإستراتيجية التي تبنتها في جمع الطاقات، حيث استطاعت أن تطرد الاستعمار الفرنسي«، وأشار مهري إلى أن هناك رجالا ناضلوا في سبيل تحقيق هذا المسعى »ومهما بلغنا في ذكر نقائصهم، لا ينقص من عظمة التضحيات التي قاموا بها شيئا«، لكنه بالمقابل دعا إلى تفادي التركيز على تمجيد الأشخاص، وإغفال دراسة الثورة كمشروع وطني جمع كل أبناء هذا الوطن. وأشار مهري في مداخلة له على هامش اليوم التكريمي للفقيد امحمد يزيد، وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة، الذي نظمته أمس، جمعية مشعل الشهيد، إلى أن إحياء ذكرى المناضلين »الذين كتبوا صحف خالدة في تاريخ الجزائر شيء مهم«، ملفتا إلى أن »مشروع ثورة نوفمبر قام به مناضلون بسطاء ومتوسطون من 22 رجلا، هؤلاء قدموا مشروعا حطم الإمبراطورية الاستعمارية، وادخلوا انقساما في كيان المجتمع الفرنسي«. وخلال الندوة التي شارك فيها عدد من المجاهدين ورفاق الراحل، تحدث مهري عن محطات عدة من نضال المجاهد امحمد يزيد، وقال إنه من المناضلين الأوائل للحركة الوطنية التي قادت المعركة إلى غاية الاستقلال، فقد تميز المسار النضالي لمحمد يزيد بنشاط مكثف »ضمن الحركة الوطنية وإبان ثورة التحرير الوطني في مجالي الإعلام والدبلوماسي«. وأبرز مهري نشاط الفقيد ضمن حزب الشعب الجزائري وإبان حرب التحرير الوطنية لا سيما دوره الهام في تأسيس فيدرالية فرنسا لحزب الشعب الجزائري وضمن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بصفة وزيرا للإعلام ولدى الأممالمتحدة بصفته ممثلا لجبهة التحرير الوطني. وبخصوص عمله في مجال الاتصال، كان الفقيد يتمتع بقدرات هائلة لإقامة علاقات مع الحركات التحررية والأحزاب السياسية عبر العالم لا سيما في آسيا وإفريقيا حسب شهادة مهري، موضحا في ذات الشأن أن وزير الإعلام السابق للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كان يطبق مبدأ يكمن في أن الاتصال الناجح هو ذلك الذي يقوم على معلومة ذات مصداقية، معتبرا أن أمحمد يزيد شخصية دبلوماسية فذة. كما أضاف أن أمحمد يزيد طلب من البلدان الصديقة للثورة الجزائرية التصويت ضد مذكرته، مما فاجأ ممثلي فرنسا التي كانت تظن بأنها انتصرت عليه، مشيرا إلى أن الفقيد كان بمثابة مرجع في العمل الدبلوماسي خلال فترة الكفاح من أجل استقلال الجزائر.